حذر الدكتور عثمان القصبي إخصائي أول للعلاج الطبيعي والعظام لاعبي دوري جميل للمحترفين وباقي المسابقات السعودية لكرة القدم ممن يعانون من مرض الربو وبعض الأمراض المزمنة طلب المساعدة من الأجهزة الطبية لفريقه أو الموجودة في الملاعب الرياضية فور شعوره بالتعب الناتج من حرارة الطقس، وعدم الضغط على نفسه وتحمل التعب من أجل اللعب.
وقال القصبي: "هناك خطورة على بعض اللاعبين المصابين ببعض الأمراض كالربو، تزداد الخطورة إذا كان اللاعب يعاني من الربو، لا بد من إخطار طبيب الفريق فورا عن حالته الصحية، كما لا بد على اللاعبين الذين يعانون إثناء اللعب في الأجواء الحارة برعشة أو شد عضلي أو صداع أو إجهاد أو هبوط طلب المساعدة الطبية فورا وعدم التحمل باللعب".
وطالب القصبي خلال حديثه لـ "الاقتصادية" اللاعبين بأخذ الاحتياطات اللازمة أثناء اللعب في هذه الأوقات نتيجة ارتفاع درجة الحرارة من أجل عدم تعرضهم لأي إصابات، وقال: "خلق الله سبحانه وتعالى نظام تبريد ذاتيا في جسم الإنسان للمحافظة على درجة الحرارة الداخلية ثابتة طوال الوقت، يتفاعل جسم الإنسان مع ارتفاع درجة حرارة الجو بضخ كميات أكبر من الدم إلى سطح الجلد، لنقل حرارة الجسم الداخلية إلى السطح، فيحدث التعرق الذي بدوره يمتص تلك الحرارة من الجلد ليتبخر، وتبدأ بعدها حرارة الجسم بالانخفاض مرة أخرى".
وأوضح القصبي: "درجة حرارة الجسم العادية ما بين 37 إلى 38 درجة مئوية، وعند ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات أعلى من 39 درجة مئوية فإن الشخص يبدأ في الشعور بالإعياء".
وأضاف: "بدء الموسم الرياضي الجديد في الأجواء الحارة جدا في المملكة، لذا لا بد من الأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل، عضلات الجسم أثناء اللعب والتمرين تنتج حرارة إضافة إلى حرارة الجو، وقد يحدث الإجهاد الحراري عندما ينتج جسم الإنسان حرارة أكثر مما يفقد، ولا تتوقف خطورة الإجهاد الحراري على درجة الحرارة فحسب، بل على رطوبة الجو أيضا، فمع ارتفاع درجة الرطوبة ينخفض تأثير التبريد الناتج عن العرق إضافة إلى ذلك، فإن الرياح وأشعة الشمس تلعب دورا في تأثير درجات الحرارة المرتفعة على الجسم، لذلك وفي المباريات التي يشرف عليها الاتحاد الدولي "فيفا" على سبيل المثال يوضع في الاعتبار أخذ فترات راحة إضافية للتبريد عندما تزيد درجة الحرارة عن 32 درجة مئوية".
وكشف القصبي: "الجهد الذي يبذله اللاعب داخل الملعب يزيد عليه درجة الحرارة أكثر، علاوة على الجهد البدني الذي يبذله اللاعب أثناء اللعب، فإن درجة حرارة الجو تضع جهدا إضافيا يرفع درجة حرارة الجسم الداخلية إلى معدلات عالية، يزيد معها معدل التعرق لتبريد الجسم، إلا أن زيادة درجة حرارة الجسم الداخلية مع زيادة التعرق قد تؤدي إلى الجفاف الذي يزيد من الإجهاد والتعب لدى اللاعب، وذلك بالطبع يؤثر سلبا على أداء اللاعب أثناء التمرين أو المباراة".
وتابع: "هناك عددا من الدراسات لوحظ أن المسافة التي قطعها اللاعبون في الشوط الثاني كانت أقل عند اللعب في الجو الحار نتيجة لارتفاع الإجهاد الحراري لديهم، كما لوحظ أيضا أن الجري الشديد في الـ 15 دقيقة الأخيرة من المباراة يقل بشكل كبير عندما تكون درجة حرارة الجو أعلى من 30 درجة مئوية، وتصل درجة حرارة العضلات إلى أكثر من 41 درجة مئوية في نهاية المباراة، حيث قلت المسافة التي قطعها اللاعبون أثناء اللعب بمعدل 7 في المائة، وانخفض معدل الجري الشديد أثناء اللعب إلى 26 في المائة".
وأبان القصبي أن هناك بعض الاحتياطات التي يجب أن يتبعها اللاعبون عند اضطرارهم للعب في الأجواء الحارة، وقال: "يجب شرب ما لا يقل عن لترين على الأقل كل يوم، يجب زيادة هذه الكمية مع وقت اللعب ودرجات الحرارة المرتفعة، قد يحتاج اللاعب إلى شرب ما يصل إلى ستة لترات وأكثر في اليوم، أيضا شرب الماء والمشروبات الرياضية بالتناوب أثناء التمرين، على سبيل المثال كل نصف ساعة نصف كوب ماء أو نصف كوب مشروب رياضي بالتناوب والابتعاد عن التعرض للشمس والبقاء في الظل بقدر المستطاع وارتداء ملابس فاتحة اللون وفضفاضة، مصنوعة إما من الألياف الطبيعية أو الألياف الصناعية عالية الامتصاص".
وزاد: "النوم والراحة يزيدان قدرة اللاعب على احتمال درجة الحرارة.
ولتلطيف درجة حرارة الجسم، يمكن رش الجسم بالماء قبل المباريات وأثناء فترات الاستراحة".