تفجرت مفاجأة جديدة في أعقاب مثول المتهمين الأربعة في هجمات برشلونة أمام المحكمة في مدريد، صباح الثلاثاء، حيث بدأ القاضي بتوجيه الأسئلة لهم لتبدأ المفاجآت والمعلومات تتوالى، لكن أبرزها حتى هذه اللحظة هو أن العقل المدبر لهذه الهجمات كان قد أمضى في السجون الإسبانية أربع سنوات، وصدر بحقه قرار بالإبعاد عن البلاد، لكن السلطات لم تنفذ قرار ترحيله.
وفي التفاصيل التي وردت من مدريد وتلقفتها كل الصحف والمواقع الأوروبية بعد ظهر الثلاثاء، فإن الرجل الذي يُشتبه بأنه العقل المدبر لكل الهجمات التي ضربت إسبانيا يوم الخميس الماضي هو رجل مغربي يُدعى عبد الباقي السطي، ويبلغ من العمر 40 عاماً، والسطي الذي وصفته المحكمة بأنه "إمام" وأنه رجل دين إسلامي تبين من المعلومات عنه أنه ليس سوى مدمن مخدرات كانت الشرطة الإسبانية قد ألقت القبض عليه في العام 2012 عندما اكتشفت أنه حاول تهريب شحنة مخدرات من المغرب إلى إسبانيا.
ونتيجة لجريمة تهريب المخدرات (الماريغوانا) فقد أمرت محكمة إسبانية في العام 2012 بسجنه أربع سنوات، إضافة إلى إبعاده عن البلاد وتسليمه إلى المغرب، لكن السلطات لم تفعل ذلك ولم تقم بترحيله بعد أن زعم أن تسليمه إلى المغرب قد يؤدي إلى انتهاك حقوقه الإنسانية.
والسطي الذي يدور الحديث عنه على أنه العقل المدبر للعمليات والملهم الروحي للإرهابيين المنفذين، قضى قتيلاً خلال تجهيز القنابل التي انفجرت واحدة منها خلال الإعداد للعمليات، والانفجار الذي أدى إلى مقتله هو الذي أنقذ إسبانيا بأكملها من مجزرة كادت توقع عدداً أكبر بكثير من القتلى، حيث حدث ارتباك على ما يبدو بعد الانفجار الذي أودى بحياة السطي.
وبحسب جريدة "لوموند" الفرنسية فإن السطي الذي لم يُكمل أعوامه الأربعة في السجن، أخلي سبيله في العام 2014، وكان من المفترض أن يتم ترحيله إلى المغرب، حيث لم يكن يحمل الجنسية الإسبانية، ولا يوجد ما يحول دون ترحيله، إلا أن السطي طلب من المحكمة العليا حمايته ووقف ترحيله بزعم أنه قد يتعرض لانتهاكات في بلده المغرب.
وتقول "لوموند" إن السطي بدل ترحيله إلى المغرب ظل لثلاث سنوات يتنقل بكل حرية ودون أي قيود على امتداد 26 دولة أوروبية، بفضل تسهيلات الاتحاد الأوروبي، حيث كان يجند الإرهابيين ويوجههم وصولاً إلى تنفيذ العمليات المرعبة التي ضربت برشلونة ومنتجعاً سياحياً قريباً منها يوم الخميس الماضي، وانتهت بمقتل 15 شخصاً، وإصابة أكثر من 120 آخرين.
يشار إلى أن أربعة متهمين مثلوا أمام محكمة إسبانية صباح الثلاثاء بسبب ضلوعهم المفترض في هجمات الخميس الماضي، أما المتهمون الأربعة فهم: إدريس أوكبير، محمد العلاء، صالح القريب، ومحمد حولي شمال.