مع تزاحم الحياة؛ وتطور التكنولوجيا والتقنية، بات الكثير يغفل عن بعض الأمور الهامة، المرتبطة بالأسرة، والأطفال، وصغار السن.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، برزت مؤخراً، في عدد من المواقع، بعض الإعلانات عن ألعاب إلكترونية؛ أقل ما يقال عنها أنها "غير لائقة"، لتضمنها إيحاءات، وربما أحياناً مفردات تدعو للانحلال وبشكل صريح وعلني، دون أن تقوم الجهات المسؤولة بإيقاف هذا الإسفاف.
وقد يكون المال هو المحرك الرئيسي لهذا الملف، الذي انبرى "أخبار24" إلى فتحه، في محاولةٍ أخلاقية لإيجاد حلول أمام هذا الأمر، الذي قد يؤدي إلى تمريره للأطفال، في سن متدنية، ويتسبب لهم في حرفٍ فكري أو منهجي.
وطرح "أخبار24" على مجموعة من الأسر، كيفية التعامل مع هذه الإعلانات، ومن هنا لم يُخفِ محمد راشد معاناته من هذه الإعلانات؛ وظهورها لإخوته الصغار، ما دفعه لأن يبحث في إعدادات الهاتف، في محاولة للحيلولة دون تلك الإعلانات المقززة.
ويبدي خالد العنزي، وهو رجل متقدم في السن، انزعاجه من تلك الإعلانات، وهو الذي أكد أنه سبق وأن تقدم ببلاغ رسمي للجهات المسؤولة، وتم التجاوب معه لحل هذه المشكلة، إلا أن عبدالرحمن القحطاني يجد أن الحل الوحيد لهذه المشكلة هو "منع الأطفال من استخدام الهواتف الجوالة".
وكشفت كوثر الرميان؛ وهي مطورة ألعاب لـ"أخبار24"، أن المطور نفسه - أي مالك اللعبة - هو من يمكنه التحكم في ظهور مثل هذه الإعلانات من عدمه، لكن الكثير منهم يسعى لكسب المال دون النظر في أنها قد تمر على أطفال ويمكن أن تؤثر في تأسيسهم الأخلاقي.
وفي ذات الملف، اتجه "أخبار24" لطرق باب الجهات الحكومية، التي قد تكون مسؤولة عن ذلك، ووضعت السؤال برسم الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع؛ التي أكدت أن جميع هذه الأنواع من الإعلانات تنبع من منصات خارجية غير مرخصة، ولا يوجد لها مكاتب تمثيل في المملكة.
وقالت الهيئة في ردها: "معظم هذه المنصات توفر أيقونات للرقابة الأبوية وتحديد عمر المستخدم، وفي حال عدم تفعيل الأهالي لعامل الرقابة، فهنا يمكن لنا أن نتفق أن هذا الأمر يشكل خطورةً كبرى على الأطفال وصغار السن".
وأقرت الهيئة بوصول عديد من البلاغات حول هذا الأمر، المرتبط بوجود محتوى غير ملائم للأطفال، وأكدت أنها تواصلت مع بعض المنصات، لضبط المحتوى الإعلاني الخاص بالأطفال.