تسلمت الشركة الوطنية للنقل البحري الناقلة النفطية العملاقة "رمثان" لتصبح رابع ناقلة تنضم إلى الأسطول البحري للشركة خلال العام الحالي بعد "أمجاد" و"محارة" و"أسلاف"، فلماذا سُميت بهذا الاسم "رمثان"؟.

تعود التسمية إلى الدليل الصحراوي الأشهر خميّس بن رمثان، البدوي من قبيلة عجمان، الذي يُعد من أهم الأدلة في صحراء شبه الجزيرة العربية، ورافق أولى حملات استكشاف النفط التي قادها الأمريكيون، دليلا لهم في متاهات الربع الخالي.

وساهم خميّس بجهوده تلك في اكتشاف أول بئر نفط في السعودية، المعروفة باسم بئر الدمام رقم 7، مع الجيولوجي الأمريكي ماكس ستينكي، عام 1938، على بعد أميال قليلة شمال الظهران، وهو ما قاد ثورة في شبه الجزيرة العربية.

وكان أمير المنطقة الشرقية حينها، عبدالله بن جلوي، قد رشحه للشركة الأمريكية للتنقيب ليكون دليلا لهم، لما اشتهر به من قوة ذاكرة ورسوخ حفظ لجغرافية شبه الجزيرة دون خرائط، حيث كان يعيش حينها في صحراء الدهناء حياة بدوية تقليدية مع عائلته، ليعمل في الشركة منذ حينه دليلا رسميا ومكلفا من قبل الحكومة السعودية، ثم يُعين رسميا في أرامكو عام 1942.

ودفعت جهود رمثان وخبرته الراسخة إلى أن تُطلق شركة أرامكو العملاقة اسمه على أحد الحقول النفطية عام 1974، بعد 15 سنة من وفاته عام 1959 في مستشفى الظهران.

وقد تأثر به الأمريكيون الذين قادهم في متاهات الصحراء، حتى قال عنه الجيولوجي توماس بارجر: "في الصحراء لا يتوه خميس أبدا، لأنه إضافة إلى حاسته السادسة، وهي نوع من البوصلة الدفينة التي لا تخطئ، كانت لديه ذاكرة مدهشة تمكنه من تذكر (دغلة) كان قد مر بها وهو شاب، أو اتجاه موقع بئر سمع عنه قبل عشر سنوات".