وجد بعض السكان الذين سمحت لهم السلطات بالعودة لمنازلهم في منطقة أرخبيل فلوريدا كيز يوم الثلاثاء منازلهم مدمرة تماما نتيجة الرياح العاتية التي صاحبت الإعصار إرما كما ارتفع عدد القتلى جراء ثاني إعصار كبير يضرب الولايات المتحدة هذا العام.
وأودى الإعصار إرما، الذي كان أحد أقوى أعاصير الأطلسي على الإطلاق قبل وصوله للولايات المتحدة، بحياة 43 شخصا في اجتياحه لمنطقة الكاريبي و11 على الأقل في ولايات فلوريدا وجورجيا وساوث كارولاينا.
وفي إسلامادورا كي وهي جزيرة من ثلاث فقط سمحت السلطات لسكانها بالعودة لمنازلهم يوم الثلاثاء، كانت حوائط المنازل المتنقلة المصنوعة من الألمنيوم ممزقة بفعل الرياح لتكشف مواد العزل وغرف النوم والمطابخ لأشعة الشمس.
وكانت الأضرار أخف وطأة في أبنية أكبر حجما كالكنائس والشركات رغم استمرار منع دخول جزر أخرى أكثر تضررا.
وتناثرت على جوانب الطرقات فروع الأشجار الاستوائية بالإضافة للقوارب وأحواض الاستحمام المتنقلة.
وقال مسؤول في فلوريدا إنه توجد وفيات لم يعلن عنها بعد خاصة في منطقة كيز حيث وصل إرما كإعصار قوي من الفئة الرابعة مصحوبا برياح بلغت سرعتها 215 كيلومترا في الساعة يوم الأحد.
وأبلغت السلطات المحلية حوالي 90 ألفا من سكان ميامي بيتش ومن بعض مناطق فلوريدا كيز بإمكانية العودة إلى منازلهم لكنها نبهتهم إلى أن البقاء هناك لن يكون قرارا حكيما.
وقالت شركات مرافق إن نحو 6.7 مليون منزل وشركة تغطي نحو 13 مليون شخص لا تزال بدون كهرباء في فلوريدا وولايات مجاورة يوم الثلاثاء. وتبذل الشركات قصارى جهدها لإعادة الكهرباء في واحدة من أكبر عمليات الإصلاح بشبكة الكهرباء في تاريخ الولايات المتحدة.
وقالت فلوريدا باور آند لايت أكبر شركة مرافق في فلوريدا إن الأجزاء الغربية من الولاية قد تظل بدون كهرباء حتى 22 سبتمبر أيلول.
* المياه تغمر الكثير من المناطق
تتعافى مدينة جاكسونفيل في شمال شرق فلوريدا من فيضانات عارمة.
وقال ريك سكوت حاكم فلوريدا للصحفيين "توجد مناطق كثيرة لم تكن تتوقع أن تصلها المياه باتت مغمورة".
ونشر إرما الدمار في عدد من جزر الكاريبي وهو في طريقه إلى فلوريدا. ودمر الإعصار نحو ثلث الأبنية في القطاع التابع للحكم الهولندي في جزيرة سان مارتان وفقا لبيان من الصليب الأحمر الهولندي يوم الثلاثاء.
وضرب إرما الولايات المتحدة بعد وقت قصير من الإعصار هارفي الذي اجتاح مدينة هيوستون أواخر أغسطس آب وأودى بحياة 60 شخصا تقريبا وسبب خسائر بنحو 180 مليار دولار معظمها بسبب الفيضانات.
* وفيات خلال التنظيف
استعاد عدد من أهم المطارات في فلوريدا، التي علقت رحلاتها جراء الإعصار، نشاطه بشكل محدود يوم الثلاثاء بينها مطار ميامي الدولي أحد أكثر المطارات الأمريكية ازدحاما بعد أن اضطر خلال اليومين السابقين إلى إلغاء آلاف الرحلات.
وقالت تقديرات لشركة (إير ورلدوايد) إن العاصفة ألحقت خسائر في فلوريدا تتراوح من 20 مليار دولار إلى 40 مليار دولار في ممتلكات مؤمن عليها.
لكن وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوتشين قال في مؤتمر استثماري في نيويورك إن العاصفة ستدعم في نهاية الأمر الاقتصاد بتحفيز أعمال البناء.
وقال الوزير "من الواضح أن الناتج المحلي الإجمالي سيتأثر على المدى القصير، لكننا سنجعله يزداد على المدى الطويل".
وأضاف قائلا "مع قيامنا بإعادة البناء سيساعد ذلك الناتج المحلي الإجمالي ومن السابق لأوانه تحديد تقديرات لكنني أعتقد أنه لن يكون له تأثير سيئ على الاقتصاد".
وكثير من الوفيات الناتجة عن الإعصار وقعت مع بدء الناس في عمليات التنظيف والإصلاح.
ولقي رجل عمره 55 عاما حتفه في مدينة تامبا بولاية فلوريدا يوم الاثنين وهو يستخدم منشارا كهربائيا لقطع شجرة.
ولقي رجل آخر حتفه في ضاحية وورث بولاية جورجيا يوم الاثنين وهو يصلح أحد الأسقف خلال رياح بلغت سرعتها 67 كيلومترا في الساعة.
وقالت الشرطة المحلية إنه تم العثور على جثة رجل في وينتر جاردن بولاية فلوريدا بعدما لاقى حتفه صعقا نتيجة خط كهرباء أسقطته الرياح.
وقال المركز الوطني الأمريكي للأعاصير إن إرما تراجع إلى منخفض مداري يوم الاثنين ومن المتوقع أن يتلاشى مساء يوم الثلاثاء.