شن العراق يوم الخميس هجوما لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من منطقة الحويجة التي تقع غربي مدينة كركوك الغنية بالنفط وهي واحدة من منطقتين لا تزالان تحت سيطرة المتشددين.

وذكر التلفزيون الرسمي نقلا عن قيادة العمليات المشتركة أن المعركة لاستعادة الحويجة في شمال العراق ستكون "خاطفة وسريعة".

ويأتي الهجوم الذي أعلنه رئيس الوزراء حيدر العبادي قبل أربعة أيام من إجراء استفتاء على استقلال الأكراد في المناطق التي يسيطرون عليها في شمال العراق بما في ذلك كركوك.

وقال العبادي إنه يعتبر الاستفتاء "غير دستوري" ودعا حكومة إقليم كردستان إلى إلغائه. وأصدرت الولايات المتحدة يوم الأربعاء أشد بياناتها ضد الاستفتاء قائلة إنه يصرف الانتباه عن الحرب ضد الدولة الإسلامية.

وتتحول كركوك إلى نقطة ساخنة قبل استفتاء استقلال الأكراد إذ يعيش فيها أيضا عرب وتركمان يعارضون الانفصال عن العراق.

وسيطرت قوات البشمركة الكردية على كركوك بعدما انهار الجيش العراقي أمام تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014 مما حال دون سيطرة المتشددين على الحقول النفطية في المدينة.

وقال التلفزيون الرسمي إن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة سيقدم الدعم الجوي لعملية القوات العراقية في الحويجة.

وذكر أن القوات العراقية المنتشرة شمالي وغربي الحويجة تتقدم جنوبا على طول نهر دجلة وكسرت خطوط الدفاع الأولى بحلول الظهيرة.

ونسب التلفزيون إلى قائد العملية الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله قوله إنه جرى استعادة 23 قرية في المجمل من الدولة الإسلامية.

وقال إن القوات "تكمل الصفحة الأولى من المرحلة الأولى لعمليات تحرير الحويجة". ولم يحدد توقيت التحرك المقبل.

وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن ما يصل إلى 85 ألف شخص قد ينزحون عن منطقة الحويجة. وقالت هيئة إنقاذ الطفولة يوم الخميس إن زهاء 30 ألف طفل معرضون لخطر شديد.

وقالت المنظمة "عانوا الأمرين بالفعل تحت حكم داعش.. الغذاء والمياه والأدوية قاربت على النفاد والتقارير تشير إلى أن كثيرا من الأطفال يعانون من الضعف وسوء التغذية".

وأضافت "من الضروري أن تفتح كل القوات العراقية وقوات التحالف ممرات هروب آمنة للناس وتسمح للمدنيين بالفرار إلى المكان الأكثر أمنا".

وقال بيان عسكري إن قوات عراقية ومقاتلي العشائر السنية سيطروا أيضا يوم الخميس على منطقة عانة في وادي الفرات مع تقدمهم صوب الحدود السورية.

وقال مسؤول كردي لرويترز إن عملية الحويجة لن تؤثر على خطة الاستفتاء على الاستقلال في كركوك يوم الاثنين.

وذكر أن قوات البشمركة تسيطر على الخطوط الأمامية المتاخمة للحويجة من الجهة الشرقية قرب كركوك لكنها لا تشارك في العملية.

وتعتبر الحويجة، التي تقع إلى الشمال من بغداد، وقطاع من الأراضي على الحدود مع سوريا غربي العاصمة العراقية آخر منطقتين تحت سيطرة الدولة الإسلامية في العراق.

وتسيطر الدولة الإسلامية على أراض في سوريا أيضا على الحدود مع العراق لكن المناطق الخاضعة لسيطرتها تتقلص بسرعة في وجه هجوم تحالف يقوده الأكراد وتدعمه واشنطن من جهة وقوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد وتدعمها روسيا وإيران من جهة أخرى.