في حين تبذل السعودية جهداً لافتاً في تكريس أنماط قوتها الناعمة، صدرت الموافقة على تنظيم المعهد الملكي للفنون التقليدية، إذ تشدد على الهُوِيّة الوطنية عَبْر إثراء الفنون التقليدية، وتشجيع المواهب، وبناء المعايير الفنية المرتبطة بتطوير البرامج التعليمية، فضلاً عن تكريم الكنوز الحية، ورفع مستوى الوعي بالفنون التقليدية في السعودية.
ويقتضي التنظيم الجديد الذي اطلع "أخبار24" على نسخة منه، تأكيد غرس الهُوِيّة الوطنية عَبْر إثراء الفنون التقليدية، والترويج لها، فيما تشجع وتدرب المواهب والقدرات الفنية، وتوفر لهم فرص التعليم.
"الكنوز الحية" ليست أيضاً بمنأى عن التنظيم الجديد، إذ سيجري تقدير الاهتمام بها، كما سيكرم المعهد وفقاً للائحته المتميزين وذوي الريادة والإسهامات الفنية، ويوفر لهم المحفزات والدعم المادي، وفقاً للإجراءات لمواصلة أعمالهم.
ووفقاً للائحة ذاتها، فإن المعهد سيضع الآليات والممكنات التي تساعد على تطوير المنتجات الحرفية، والأعمال الفنية التقليدية للحرفيين والطلاب المتدربين في المعهد وعرضها وبيعها.
وسيحافظ المعهد على أصول الفنون التقليدية المادية وغير المادية، وهو اتجاه سعودي ثقافي عززته وزارة الثقافة منذ إنشائها، وتشجيع ودعم جهود الحفاظ عليها، إلى جانب رفع الوعي بتلك الفنون ونشرها والتعريف بها محلياً وعالمياً.
وبحسب المادة الرابعة، فإن المعهد سيضع الشروط اللازمة لممارسة مهن التعليم والتدريب في مجالات الفنون التقليدية في المملكة، ومتابعة تطبيقها، كما يحتضن ويتبنى ما يسمى بـ "برامج التلمذة" في مجالات الفنون، وسيتاح لمنسوبي المعهد فرصة الابتعاث للدراسة والتدريب.
ووفقاً للتنظيم الجديد، فإن للموهوبين في مجالات الفنون فرصًا لافتة للحصول على منح دراسية وتدريبية، ومكافآت وجوائز تشجيعية للمواهب وذوي القدرات، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وبخاصة عبر اللوائح التي تقر بالاتفاق مع وزارة المالية فيما له أثر مالي.
سيثري المعهد حركة الفن في السعودية، إذ سيهتم بشكل لافت في التأليف وإجراء البحوث والدراسات في مجالات الفن، فضلاً عن بناء الشراكات المحلية والدولية مع بيوت الخبرة، وهو ما سينعكس إيجابياً على مخرجات المعهد.
وفي السياق ذاته، سيتمكن المعهد من إعداد الدراسات والاستشارات والخدمات في مجال اختصاص المعهد للجهات الحكومية وغيرها، داخل المملكة وخارجها.
وبقراءة تفاصيل اللائحة الجديدة يتضح أن موارد المعهد تتكون مما يخصص له في الميزانية العامة للدولة، والمقابل المالي الذي يتقاضاه نتيجة الاستشارات والخدمات، فضلاً عن البرامج التدريبية التي يقدمها، بجانب إيرادات نتاجه العلمي، والعوائد الاستثمارية والأملاك الخاصة به .
وسيمثل المعهد الملكي بالتنظيم الجديد ثقافة المملكة من خلال سرد التاريخ الفني وقصص الأعمال الفنية التقليدية، ورواية قصص الفنانين، إضافة للمحافظة على أصالة تلك الفنون وتشجيع المهتمين بها على تعلمها وإتقانها وتطويرها، ويبرز الهُوِيّة السعودية وينشر الوعي حولها، ويروج لمجموعة واسعة من المعالم الثقافية عالمياً.
**carousel[295618,295619,295604,295599,295625]**