أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي، أن من الجرائم التي تئن المجتمعات من ويلاتها ويجمع العقلاء على أهمية رفد واقعها، جريمة التحرش بالأعراض التي تفضي إلى الوقوع في المحظور بالغواية والإيذاء والخداع، وهو سلوك منبوذ وإفساد مقيت يعمل على تهييج العواطف وإثارة الغرائز.

وأوضح في خطبة الجمعة بالمسجد النبوي، اليوم أن هذه الجريمة لها أضرار بليغة يكمن ضررها الأكبر في الوقوع فيما حرم الله وزعزعة المجتمع والأمراض النفسية للضحية التي قد تصل إلى الانزلاق في دركات الشر أو الانتحار.

وقال الشيخ الثبيتي: "إن ردع المتحرشين المستهترين العابثين واجب شرعي وضرورة اجتماعية، قال الله تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً)، وقال صلى الله عليه وسلم ((إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه أو تركه الناس اتقاء فحشه))، إذ إن تجريم التحرش والتصدي له عمل جليل وفيه إقامة لحكم الله بردع من يريد الإفساد في الأرض ويضرم نيران الفتن ويزعزع الأمن ويتمادى في الباطل".

وبين أن جريمة التحرش تتخذ صورا عديدة وممارسات متنوعة؛ تبدأ بالألفاظ البذيئة والعبارات الساقطة التي يتبجح بها مرتكبوها، مشيرا إلى أن التحرش داء يستشري في ميدان ويطرق كل السبل وازداد توسعا في واقع الفضاء الافتراضي الذي تجاوز المكان والزمان بحيل لم تُعهد ومكر لم يُعرف، فعاث في القلوب فسادا ولوّث العقول وافسد الفطر السوية.

وأفاد إمام وخطيب المسجد النبوي، بأن من صور التحرش التفاعل مع مقاطع الرذيلة في مواقع التواصل الاجتماعي التي فيها نشر للشر وإشاعة للفاحشة وتحريض فظيع وضرر بليغ ولا يوصف، مؤكداً أن الذين يبثون هذه المقاطع ويقومون على ترويجها مآلهم وخيم وخاتمتهم محزنة مؤلمة.