أكد وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم أن المملكة وظفت الاستدامة في رؤية السعودية 2030، وبرنامج التحول الطموح في المملكة، إذ تتبنى الرؤية التي وضعها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، المبادئ المحددة في أهداف التنمية المستدامة، معتبراً أن الرؤية، تعمل على تنويع اقتصاد المملكة، وتطوير التقنية النظيفة في القطاعات الرئيسة، وحماية البيئة وتعزيزها، والارتقاء بجودة حياة سكانها ورفع مستويات المعيشة، بالإضافة إلى قيادة موجة صاعدة من الابتكار.

وأوضح أن المملكة أثبتت قدرتها على الإصرار والصمود، خاصة أنها لا تنظر إلى الوراء، وتتطلع دوماً للتقدم المذهل الذي حققته، مؤكدًا أنه تم إنجاز أشياء اعتبرها البعض صعبة بل مستحيلة، وستمضي المملكة بثبات في طريق التنمية المستدامة، الذي يعد المسار الوحيد للحفاظ على الكوكب.

وقال "الإبراهيم"، خلال كلمته في المنتدى الذي تنظمه الأمم المتحدة سنوياً لتقييم الجهود المبذولة عالمياً، نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة "تعكس أهداف التنمية المستدامة التزامنا الجماعي بعملية النمو والتقدم، وتشكل دليلاً عملياً على جهودنا المبذولة لتحقيق التنمية، وحماية كوكبنا دون تجاهل أي فرد".

وزاد وزير الاقتصاد والتخطيط "بفضل أهداف التنمية المستدامة، لدينا إطار عمل واضح معًا، ولدينا التوجيه الأخلاقي الصحيح والبوصلة لإرشادنا، ويتحتم علينا كدول أن نستمر في إلهام ودفع بعضنا البعض لتحقيق المزيد بشكل أسرع".

وتابع "يقودنا إطار عمل هذه الرؤية نحو مستقبل تتلاقى فيه خطة التنمية المستدامة مع أولوياتنا الوطنية، ونحن عازمون، تحت مظلة رؤية السعودية 2030، على قيادة التغيير الإيجابي على الصعيدين المحلي والعالمي".

جاء ذلك خلال ترأسه لوفد المملكة المشارك في المنتدى السياسي رفيع المستوى بشأن التنمية المستدامة في دورته الحالية لعام 2023، والذي قدم فيه تقرير الاستعراض الوطني الطوعي الثاني الذي يقيس التقدم المحرز للمملكة.

ورصد التقرير الاستعراض الوطني الطوعي الثاني الذي قدمته المملكة، ممثلةً في وزير الاقتصاد والتخطيط، منجزات المملكة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ 17 التي وضعتها الأمم المتحدة ضمن خطتها للاستدامة لعام 2030.

وكانت المملكة قد رصدت تقدماً في أكثر من 50% من مؤشرات التنمية المستدامة، حيث عملت وزارة الاقتصاد والتخطيط على رصد المنجزات وإعداد التقرير، بمشاركة قرابة 100 جهة، منها 38 جهازًا حكوميًا و25 شركة من القطاع الخاص، و17 منظمة من منظمات القطاع الثالث بالمملكة العربية السعودية، و16 منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة.

وشارك وفد المملكة على مدار أيام المنتدى، في أكثر من 33 جلسة حوارية أساسية حول الجهود المبذولة نحو تحقيق الأهداف التنموية ضمن أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.

وركزت دورة هذا العام على 5 من أهداف التنمية المستدامة، والتي تشمل المياه النظيفة والصرف الصحي، وطاقة نظيفة وبأسعار معقولة، والصناعة والابتكار والبنية التحتية، ومدنا ومجتمعات محلية مستدامة، وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف.

وعلى هامش المنتدى، نظّم وفد المملكة 5 فعاليات جانبية عُرضت خلالها منجزات المملكة ومشاريعها الهادفة إلى التنمية المستدامة، شملت "الاستفادة من التقنية من أجل التقدم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة"، و"الإستراتيجية الوطنية للمياه في المملكة العربية السعودية"، و"خطة إنقاذ البشر والكوكب في قلب تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، و"الاقتصاد الدائري للكربون: إطار عمل مستدام لإدارة الانبعاثات الكربونية"، و"وضع جودة الحياة في مقدمة جهود المملكة العربية السعودية نحو تحقيق الهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة".

كما نظم معرض مدينة "ذا لاين" بتنظيم من "نيوم" عددًا من الاجتماعات الثنائية التي أجراها وزير الاقتصاد والتخطيط مع عدد من كبار المسؤولين من عدة دول.

يذكر أن مشاركة المملكة في المنتدى السياسي الرفيع المستوى هذا العام وتقديم تقرير الاستعراض الوطني الطوعي الثاني لها يأتيان ضمن جهود المملكة الرامية إلى تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية من خلال مشاريع ومبادرات رؤية السعودية 2030، والتزام المملكة بعقد الشراكات على الصعيد الوطني والدولي لتمكين السلام والازدهار ورسم مستقبل مستدام للجميع. 

**carousel[296390,296389,296392,296391]**