تحولت أخيراً، وانقلبت المعادلة رأسها على عقب، إذ أنه بعد مكافحة النمل، والمندرج في إطار "الحشرات"، بات الأمر مختلفاً بالمُطلق، بعد تحول هذا الأمر إلى هواية، وتبدل الحال، من "مكافحة"، لـ"تربية".
وأصبح تربية النمل وهو "التقليعة" الجديدة لدى البعض، أشبه بتربية القطط، أو الكلاب، أو الطيور، والحيوانات الأخرى التي يمكن لها التكيف في العيش مع بنو البشر.
والشاب السعودي أحمد جمعان، دليل على تحول الأمر إلى تربية ومحاولة تقرب من هذا الكائن – أي النمل -، بعد أن تحول إلى هاوٍ لتربية النمل في المنزل، ما دفعه للتفكير والاجتهاد، لخلق بيئة مناسبة لتلك الحشرة، لتستمر في الحياة.
وفي حديثٍ له مع "أخبار24"، يفسر الجمعان هوايته، ويسهب بالشرح ليقول "النمل مخلوقات إجتماعية جداً، والامر الآخر الذي يجذبني لتربية النمل، نابع من حب الاطلاع، واكتشاف هذا العالم الغامض لدى الكثير . في البداية كانت لدي تساؤلات، حول طريقة حياة النمل، الذي في الغالب ما نراه بالأسراب، ويسير بطريقة منظمة، وكيف يتعايشون مع الطبيعة، وماهي طريقة تكاثرهم، وما هي طريقة تناولهم للطعام؛ وتخزينه. كل هذه تساؤلات كانت عالقة في ذهني، وجذبني الأمر لدخول عالم النمل للتعرف عليه واكتشاف أسرار حياته".
ويرى الجمعان أن تقبل المجتمع السعودي لهواية تربية النمل كانت صعبةً في البداية؛ لأن الناس يعتبرون النمل "آفة"، ويجب مكافحتها، ولكن بعدما أصبحت أتحدث مع الكثير، استوعب الكثير منهم أسلوب تربيتهم، وكيف هي طريقة تعايشهم، واكتشف أن فئة كبيرة، بدأت تحب هذه الهواية، وهذا ما دفعه لفتح متجر الكتروني للبيع النمل.
ويرى الجمعان أن الفائدة من تربية النمل هي التفكر في مخلوقات الله، بغض النظر عن حجمها الصغير، الا أنها إجتماعية للغاية، والسبب الثاني هو إزالة القلق والتوتر، فبمجرد مشاهدة النمل كيف يمكنهم العناية ببعضهم البعض، فهذا سبب كافي لإزالة الاكتئاب.
ويقول الجمعان "النمل مقسم الى ثلاث أقسام، الأول وهي ملكة النمل، ووظيفتها الاساسية إنتاج البيض مدى الحياة، ويتراوح أعمارها من 15 الى 30 سنة، أما القسم الثاني وهو النمل العامل وهو نمل عقيم لا ينتج، وينتشر في الشوارع والطرقات، أما القسم الأخير، فهو النمل الذكر، وهذا مهمة الوحيدة في وقت التزاوج".
أما عن الانواع النمل بحسب الجمعان، فهناك العديد من الانواع، مثل "النجار" وهو معروف بحجمه الكبير، و النمل "قاطع الورق" وهو ومتواجد في أمريكا؛ والنمل "الثور" وهذا يوجد في أستراليا، أما النمل الذي يقوم الجمعان، بتربيته فهو نمل محلي.
ويرى أن النمل لا يحتاج الى عناية، باعتباره من المخلوقات النظيفة جداً، ولا تصدر أي أصوات مزعجة، ويكمن الاحتفاظ بها في أي مكان سواء كان مكتب أو غرفة نوم.