توصل فريق من الباحثين في جامعة بولونيا الإيطالية إلى تقنية جديدة تشبه "المقبض الأخلاقي" الذي يسمح بالتحكم في الإعدادات الأخلاقية للسيارة ذاتية القيادة بحيث يختار الراكب ما إذا كان يفضل التضحية بنفسه أو بغيره في حالة وقوع حادث مروري.

وتمثل كيفية التصرف في حالات وقوع الحوادث المرورية مشكلة مزعجة بالنسبة لشركات تصنيع السيارات ذاتية القيادة، حيث أن السائق البشري عادة ما يتصرف في مثل هذه المواقف بشكل غريزي، أما السيارات الآلية، فإنها تحتاج إلى برامج خاصة لتعليمها كيفية التصرف في مثل هذه الحالات.

وتتسم وجهات نظر البشر حيال هذه القضية بالتعقيد، حيث أظهرت دراسة أجريت عام 2015 أن الغالبية العظمى من الناس يرون ضرورة برمجة السيارة ذاتية القيادة نحو تحقيق المنفعة العامة، بحيث تتخذ قرارات تهدف إلى تقليل حجم الضرر بشكل عام، مما قد يترتب عليه التضحية بركابها في بعض المواقف.

ورغم أن الناس يتفقون مع هذا الرأي من حيث المبدأ، إلا أنهم يقولون أيضاً إنهم لن يوافقوا مطلقا على الركوب في سيارة مستعدة للتضحية بحياتهم.

ونقل الموقع الإلكتروني "نيو ساينتست" المتخصص في الأبحاث العلمية عن الباحث جوسبي كونتيسا من جامعة بولونيا قوله: "نريد أن نستكشف ما الذي سوف يحدث إذا ما أعدنا إلى الراكب السيطرة والمسؤولية على السيارة ذاتية القيادة".

وقام فريق الدراسة بابتكار "مقبض" يتيح إمكانية التحكم في إعدادات السيارة ما بين "الإيثار الكامل" و"الأنانية الكاملة" مع إمكانية ضبط المقبض عند خاصية "الحياد".

وهم يعتقدون أن هذا المقبض الأخلاقي يصلح ليس فقط مع السيارات ذاتية القيادة بل أيضا في العديد من مجالات الصناعة التي اكتسبت قدرات على العمل الذاتي بشكل متزايد.

ويوضح كونتيسا أن "هذا المقبض سوف يوضح للسيارة ذاتية القيادة القيمة التي يوليها الراكب لحياته مقارنة بحياة الآخرين، وسوف تستخدم السيارة هذه المعلومة عند اتخاذ القرارات في حالات وقوع الحوادث".

ويقول إدموند أود الباحث في مجال الجوانب الأخلاقية للآلات بمعهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة إنه "مازال الوقت مبكراً لتحديد ما إذا كانت هذه التقنية سوف تكون حلاً جيداً لهذه الإشكالية، ولكننا نرحب بأي أفكار جديدة للمساعدة في حل هذه القضية الشائكة.