بعد استقلالها عن فرنسا عام 1960، كانت النيجر حاضرة في سجلات الانقلابات، ما بين ناجح بأهدافه - أي الانقلاب-، وآخر كان عبارة عن محاولة؛ ما دفع البلد التي تملك كثيراً من "اليورانيوم، والذهب"، لأن تتربع على عرش دول القارة السمراء، من حيث عمليات الانقلاب؛ إلى حدٍّ ما.
والنيجر بمناسبة القول؛ تحتل موقعاً هاماً، في المشاركة بوضع استراتيجية الأمن القومي الفرنسي، حتى وإن كان الفرنسيون "العامة من الشعب" لا يعلمون ذلك، إلا أنها في حقيقة الأمر تمول بلادهم بحوالي 35% من حاجتها من الطاقة، التي تسهم في نهاية الأمر بمد فرنسا بـ"75% من الكهرباء".
وشهدت نوعاً من معارك "الكرّ والفرّ" الخفية، خلال الأربع والعشرين ساعةً الماضية، وتحولت إلى حديث العالم، إذ تضاربت أنباء صدرت مؤخراً، تشير إلى استيلاء مجموعة من "الجنود" على مبنى التلفزيون الرسمي، وإعلانهم عن عزل الرئيس، محمد بازوم، وإغلاق الحدود.
وإغلاق الحدود في السياسة، لأي دولةٍ كانت، يعني عزلها عن العالم بجميع التفاصيل، وهذا ما يدفع العالم إلى الشعور بالقلق، خوفاً من الخروج عن النصوص السياسية والدبلوماسية، التي يعيشها المجتمع الدولي مع أي دولة تتعرض لمثل هذه الحالة.
وكانت النيجر قد شهدت صباح أمس؛ قيام عناصر من الحرس الرئاسي باحتجاز الرئيس النيجري محمد بازوم، وطلبوا دعم الجيش في تلك العملية، لكنه - أي الجيش - رفض طلب قائد الحرس الرئاسي عمر تشياني.
مصادر إعلامية أشارت إلى أن محاولة انقلاب الجنرال عمر تشياني على الرئيس بازوم، واحتجازه، حدثت نتيجة خلافات وقعت بين الجانبين، واعتراض تشياني على بعض التعيينات في الحرس الرئاسي والمؤسسات الأمنية.
وألمحت مصادر نقلاً عن وكالات أنباء عالمية، إلى أن رئيس النيجر السابق محمد يوسفو وزعماء آخرين في البلاد، شاركوا في محادثات لوقف التصعيد، دون أن يسفر ذلك عن أي جديد، مبينة أن الجيش وجه إنذاراً لعناصر الحرس الرئاسي بالإفراج عن الرئيس بازوم.