كشفت عالمة نفس ومعالجة للعلاقات الزوجية أن ما يطلق عليه «توأم الروح» خرافة وليس موجودا، وأن الاعتقاد الدائم بوجوده لن يسبب للأزواج إلا المشاكل. وأكدت العالمة إيسثير بيريل في تقرير نشره موقع «بزنس إنسايدر» الإخباري الأميركي أن الشخص منا يختار شريك الحياة ويحوله إلى «توأم روحه»، وفي الواقع هذا أمر غير موجود، إذ إنه يمكن لك أن تبني حياة مع أي شخص آخر إذا انتهت علاقتك بالشخص الذي كنت تعتقد أنه «توأم روحك».
التنافر المعرفي
تقول بيريل إن «التنافر المعرفي» يمكن أن يساعد في فهم وتفسير ما لدى كثير من الناس الذين يعتقدون أنهم وجدوا توائم أروحهم. وعرفت هذا التنافر بقولها إنه مصطلح يطلقه علماء النفس على الشعور غير المريح الذي تشعر به عندما لا يتطابق سلوكك مع معتقداتك. وعندما يحدث ذلك عادة ما تتراجع خطوات لإعادة ترتيب الأمور. على سبيل المثال، عندما تعتقد أن المحاسبة مملة ثم تحصل على عمل كمحاسب وتقرر تغيير معتقدك.
وأضافت: «عندما نرتبط بشريك ما، فإننا نحاول أن نربط كل الأحداث ونستنتج أنه الشخص المناسب.. لا يمكننا أن نوافق على فكرة أن الشخص الذي اخترناه هو الشخص الخطأ ولهذا نحاول جعله مناسبا». وتابعت: «العديد من الناس يشعرون بالقلق إزاء اختيار شريك خاطئ. ربما يكون الناس محقون في قلقهم حيث إن هناك أناسا أفضل بالنسبة لك من غيرهم، إلا أنه لا يوجد فعلا ما يمكن أن نطلق عليه شخص واحد فقط أو توأم روح واحد فقط».
خرافة توأم الروح
تقول عالمة النفس: «لا يوجد أبدا توأم روح واحد، هنالك واحد تختاره وتبني معه حياة. في رأيي قد تبني حياة مع أي شخص، لكنك اخترت هذا بالذات. وعندما تختار هذا الشخص تتخلى عن الآخرين وبالتالي تحوله إلى ما تعتقده توأم روحك».
وبينت أن البحوث أكدت أن الاعتقاد بوجود شخص واحد لكل شخص يمكن أن يكون ضارا للعلاقات. وكشفت دراسة نشرت عام 2007 بمجلة Journal Personality and Social Psychology أن الناس الذين يعلقون مصيرهم بشخص واحد كانوا الأقل في مسامحة شركائهم في العمل والأضعف في إيجاد الحلول والتغلب على العقبات في علاقتهم مع شركائهم.
دراسات أخرى
وجدت دراسة أخرى نشرت في 2004 أن النمو والنضج يهدئ العلاقات بعد العراك مع شريك الحياة، وإن الاعتقاد بالنمو والنضج أمر هام سواء في المنزل أو العمل، وذلك لجعل ما تقوم به ذو معنى، بالإضافة إلى أن ذلك يحسن من مسؤولياتك وتصوراتك عن أدوارك. وأضافت الدراسة أن كل ذلك يجعل علاقتك مع شريك الحياة أو زملائك في العمل أكثر كمالا.
تقول بيريل: إن كل العلاقات تحتاج منها الاهتمام والعمل على تطويرها فالهدف هنا ليس الاستقرار مع شخص واحد تعتقد أنه الأمثل بالنسبة لك، فهذه تبدو فكرة سيئة جدا. بدلا من ذلك البحث عن شخص يجعلك سعيدا وتستطيع تخيل نفسك تقضي الكثير من الوقت معه، ولكن تذكر أنك ستواجه بعض الصراعات وخيبات الأمل مع أي شخص قد تختاره لأنه أمر لا مفر منه.
وأضافت: «لا يوجد واحد فقط ووحيد أو توأم روح. هنالك شخص تختاره وتقضي وقتا جيدا معه وتبني أمورا وربما حياة معه».