لم يعرف تاريخ برشلونة "ريمونتادا" أشهر من تلك الليلة التي كان بطلها خوان أنطونيو بيتزي، مدرب المنتخب السعودي، حتى الثامن من مارس الماضي عندما أحرز سيرجي روبيرتو الهدف السادس في مرمى باريس سان جيرمان ليتأهل فريقه ويقصي الفرنسيين من دوري أبطال أوروبا.

وفي تلك المواجهة التي حملها دور ربع النهائي من كأس ملك إسبانيا 1997، تقدم أتليتكو مدريد بثلاثية نظيفة في الشوط الأول، ليستعين المدرب الإنجليزي الراحل السير بوبي روبسون بالثنائي بيتزي وستويشكوف إلى جانب الظاهرة رونالدو في خط الهجوم وخلفه فيغو ولويس إنريكي وبيب غوارديولا.

سجل رونالدو هدفين، قبل أن يضيف الصربي ميلينكو بانتيش هدف أتليتكو الرابع و"السوبر هاتريك" الخاص به، ليعود برشلونة إلى الهجوم ويعادل النتيجة بهدفي رونالدو وفيغو، وفي اللحظات الأخيرة سجل بيتزي الهدف الخامس الذي نقل البارسا إلى نصف النهائي.

عرف الإسبان، الأرجنتيني بيتزي عبر نادي تينيريفي الذي سجل له 30 هدفاً في موسمين، وانتقل إلى فالنسيا موسماً واحداً أحرز خلاله 4 أهداف، قبل العودة إلى ناديه الأول مسجلاً له 46 هدفاً في موسمين لينتقل إلى برشلونة.

مع برشلونة أحرز مدرب المنتخب السعودي الحالي 11 هدفاً خلال موسمين، وعانى من تواجد الظاهرة البرازيلي رونالدو كلاعب أساسي لا يقبل المساس به في قائمة برشلونة خلال الموسم الأول، ووصول ريفالدو ومواطنه سوني أندرسون، لينتقل إلى ريفير بليت وبعده بورتو البرتغالي قبل أن يختم مسيرته الكروية في فياريال الإسباني.

يقول خوان أنطونيو بيتزي في حوار سابق: أعيش حالياً بكلية واحدة منذ العام 1986 بسبب إصابة تعرضت إليها خلال لعبي في الأرجنتين. وواصل: حينها كنت أدرس في كلية الطب قبل أن أتفرغ لكرة القدم، وفي مباراة اشتركت مع الحارس روبرتو بونانو وتعرضت كليتي إلى إصابة بالغة أجبرتني على الخضوع إلى عملية جراحية وتمت إزالة الكلية المصابة، وحينها نصحني الأطباء بترك كرة القدم، لكني استشرت عددا من الأطباء الذين أعطوني الضوء الأخضر لمواصلة اللعب.

ويستذكر بيتزي، المولود في سانتا في الأرجنتينية، كيف عاش لحظة سيئة بعد تسجيله هدفه الدولي الرابع، ويقول: عندما حضرت إلى إسبانيا قررت اللعب بقميص منتخبها، وبعد عام واجهنا الأرجنتين في ملعب فيسينتي كالديرون، وأحرزت هدفاً لمصلحة المنتخب الإسباني، لقد كان وضعاً معقداً بعض الشيء.

بعد اعتزاله اللعب بقي بيتزي لفترة يمارس رياضة البولو في برشلونة، وعمل مستشاراً للويس إنريكي وبيب غوارديولا، قبل أن يتخذ القرار ويمارس تدريب كرة القدم، وبعد البداية في كولون الأرجنتين ويونيفرسداد كاتوليكا التشيلي وروزاريو سينترال وسان لويرنزو بالأرجنتين، انتقل إلى تدريب فالنسيا لفترة قصيرة، وبعد وصول المالك بيتر ليم قرر الأخير إقالته ليذهب إلى الدوري المكسيكي قبل الوصول إلى منتخب تشيلي.

ومع تشيلي صيف 2016، عاش بيتزي ذات اللحظة التي كان يشعر بها قبل 21 عاماً، عندما لاقى منتخب الأرجنتين في المباراة النهائية للنسخة المئوية من كوبا أميركا، ونجح بهزيمة الأرجنتين بركلات الجزاء مكرراً إنجاز مواطنه خورخي سامباولي قبلها بعام، ليتخذ ليونيل ميسي قرار الاعتزال الدولي بعد المباراة مباشرة، ويعود إلى كرة القدم الدولية بعد أشهر من ذلك القرار.

وفي العام الحالي، وصل بيتزي مع منتخب تشيلي إلى المباراة النهائية لكأس القارات قبل الخسارة بهدف أمام ألمانيا، وبعد الخسارة أمام البرازيل وفشل تشيلي بالتأهل إلى المونديال، قرر المهاجم السابق الاستقالة من منصبه.