توصل علماء من الولايات المتحدة لاكتشاف بروتين موجود في الجسم قادر على محاربة أنواع معينة من الفيروسات والسرطانات.

يعتبر فيروس الهربس من أكثر الفيروسات الشائعة التي يصاب بها الإنسان، فوفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن حوالي 3.7 مليار شخص حول العالم أصيبوا بنوعين على الأقل من هذه الفيروسات التي غالبا ما تتسبب بمشاكل صحية وتقرحات جلدية تظهر على الفم والشفاه والأنسجة الجلدية الرقيقة.

ومن أخطر أنواع هذه الفيروسات وفقا للجمعية الأمريكية لعلوم السرطان هو الهربس البشري من النوع الثامن، والذي غالبا ما يترافق ظهوره على الجسم مع نوع من السرطانات يدعى "ساركوما كابوزي"، وهذا الفيروس هو الأكثر شيوعا عند المرضى المصابين بالإيدز الذين يعانون من نقص المناعة، لذا بدأ الأطباء يولونه اهتماما كبيرا في السنوات الأخيرة، ويدرسون المضاعفات التي يسببها وسبل علاجها.

وحول هذا الموضوع قال العالم Shou-Jiang Gao من الولايات المتحدة: "لقد أمضيت نحو 25 عاما في دراسة فيروسات الهربس البشري، وخصوصا النوع الثامن. معظمها يدخل جسم الإنسان ويصبح في حالة ثبات إلى أن يتعرض الجسم لوعكة صحية معينة تضعف المناعة على إثرها، وعندها يبدأ نشاط تلك الفيروسات وتبدأ أعراضها المزعجة بالظهور".

وأضاف قائلا: "خلال أبحاثي الأخيرة التي أجريتها مع مجموعة من الزملاء تمكنا عن طريق الصدفة من اكتشاف بروتين في الجسم يدعى YTHDF2. وتبين أن هذا البروتين قادر على محاربة تطور فيروس الهربس من النوع الثامن الذي يتسبب بسرطان ساركوما كابوزي، والذي يصاب به غالبا مرضى الإيدز. سنستمر في أبحاثنا التي تتعلق بهذا الموضوع وخصوصا أن اكتشافنا الأخير أعطانا أملا بالتوصل لطريقة فعالة لمحاربة السرطانات الناجمة عن الإصابات الفيروسية".

ومن الجدير بالذكر أن بعض الخبراء في علوم أمراض السرطان كانوا قد أشاروا منذ مدة إلى إمكانية اختبار علاج جديد على مرضى السرطان بدءا من العام المقبل، يستخدم خلايا قادرة على قتل السرطان لدى الأشخاص الذين يملكون أجهزة مناعية قوية، حيث يعتمد العلاج على نوع من الخلايا الحبيبية المتعادلة التي يشار إليها عادة بالخلايا المتعادلة "نيتروفيلز"، والتي تشكل جزءا من خط الدفاع الأول للجسم، ويقوم على تقنية تتكاثر بها هذه الخلايا ملايين المرات ثم يتم حقنها في دم المريض.