شيعت الأحساء، جثامين أطفال المدرب الرياضي علي العبيد - مدرب المبارزة في نادي العدالة بالأحساء - واستقر الأطفال الأربعة في مثواهم الأخير، في مقبرة الحوطة، القرية التي اشتعلت خيوط صباحها برمادية الكمد.
وفي تفاصيل الحادثة، التي تفاعل معها الرأي العام السعودي، فبعد مغادرتهما منزلهما مساء الجمعة، بحجة ظرف طارئ، لم يكن قد أدرك المدرب الرياضي علي العبيد، وزوجته أن تلك الوجبة التي تناولاها مع أبنائهما الأربعة كانت العشاء الأخير، إذ تحول إلى عشاءً مُطعماً بوجع مثخن يقطع نياط القلب؛ ويربك أطراف الروح.
وبمجرد عودتهما إلى منزلهما الكائن في قرية العمران بمحافظة الأحساء بعد ساعة من مغادرتهما، فوجئ الأب العبيد وزوجته بحادثة حريق التهمت منزلهما، ونتج عنه وفاة زينة حياتهم الأربعة، في حادثة ألهبت مشاعر السعوديين، وكأنها آتية من حلم.
وتشير التفاصيل إلى أن ألسنة النيران بدأت من الدور الأرضي ثم امتدت للطابق الثاني، لتحرق الشقة بأكملها، وتلتهم أبناءه الأربعة الذين كانوا في غرفة واحدة وهم: "هبة البالغة من العمر 10 سنوات، وحسين ذو السنين التسع، والطفلتان: ليان ذات السنتين، ورهف آخر العنقود".
وكان موسى السعيد خال المدرب، قد شرح تفاصيل الحادثة لـ"أخبار 24"، وأنها وقعت نتيجة ماس كهربائي في مستودع المنزل؛ إذ انتبه الجيران للحريق، ليتواصلوا مع مالك العقار، الذي بدوره تواصل مع المدرب والدفاع المدني، وأضاف أن "العبيد" عندما وصل حاول دخول المنزل وكسر الباب، إلا أن رجال الدفاع المدني منعوه وباشروا الحريق بإطفائه.
وأشار إلى أن رجال الدفاع المدني، قد عثروا على الأطفال الأربعة مختنقين أثناء نومهم بسبب الدخان الكثيف داخل الغرفة، مبيناً أن 3 منهم توفوا في موقع الحادث، فيما توفيت الطفلة الرابعة في المستشفى بعد 24 ساعة.