كتبت النهاية التي لقيها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح فصلاً جديداً في مسلسل مأساوي سطَّر حلقاته رؤساء اليمن السابقون، الذين انتهى مصير أغلبهم إما إلى القتل وإما النفي أو السجن.

 

 

الرؤساء القتلى:

هو ثالث رؤساء اليمن الشمالي، وخلال فترة الثلاث سنوات التي حكم فيها اليمن، حقق الحمدي نهضة تنموية غير مسبوقة، لكن كانت له عداوات كبيرة من الزعامات القبلية التقليدية، انتهت باغتياله وشقيقه عبدالله الحمدي في ظروف غامضة في 11 أكتوبر 1977، أثناء تلبيتهما لدعوة الغداء في منزل نائبه أحمد الغشمي، وذلك عشية سفره إلى الجنوب لتوقيع اتفاقية بشأن الوحدة اليمنية.

أحمد الغشمي (أكتوبر 1977 – يونيو 1978)

تولى الغشمي حكم اليمن الشمالي خلفاً للحمدي، لكنه لم يكمل عاماً واحداً في السلطة، فقد اغتيل في 22 يوليو 1978 في مكتبه بواسطة عبوة متفجرة كانت موضوعة في حقيبة مبعوث شخصي من رئيس اليمن الجنوبي سالم ربيع علي (سالمين).

سالم ربيع علي "سالمين" (يونيو 1969 – يونيو 1978)

اتُهم سالمين بالوقوف خلف عملية اغتيال الغشمي، وتمت محاكمته من قِبل قيادات الحزب الاشتراكي الحاكم في جنوب اليمن، بعد اتهامه بالتدخل في شؤون دولة مجاورة هي اليمن الشمالي، وتم تنفيذ حكم الإعدام بحقه في ساحة أحد المعسكرات مع عدد من رفاقه.

عبدالفتاح إسماعيل الجوفي (1978 - 1980)

هو ثالث رئيس لليمن الجنوبي، اصطدم مع مراكز النفوذ العسكري والمناطقي واستقال بموجب صفقة ضمنت تأمين حياته والخروج من البلاد بسلام، فسافر إلى موسكو وعاد عشية أحداث يناير 1986، حيث اغتيل مع عدد من القيادات الحزبية والعسكرية الجنوبية.

علي عبدالله صالح (1978 – 2012)

قُتل علي عبدالله صالح أمس 4 ديسمبر 2017 بطريقة بشعة على يد حلفائه السابقين (الحوثيين)، أثناء مغادرته العاصمة صنعاء صوب محافظة مأرب رفقة عدد من معاونيه وحراسه الشخصيين.

الرؤساء المنفيون

المشير عبدالله السلال (1962-1967)

أول رئيس لليمن الشمالي بعد قيام الثورة، خرج من الحكم في 5 نوفمبر 1967 عبر انقلاب عسكري تم تدبيره أثناء تواجده في العراق في جولة خارجية، وأمضى 15 عاماً في القاهرة، وعاد إلى اليمن عام 1982، قبل أن يُتوفى في صنعاء عام 1994.

عبدالرحمن الارياني (1967 - 1974)

تم اختياره ليكون ثاني رئيس لليمن بإجماع المكونات السياسية والاجتماعية، لكنه خسر لاحقاً تأييد القبائل وتحول إلى خصم لكثير من المكونات، فقدم استقالته في 13 يناير 1974 إلى العقيد إبراهيم الحمدي الذي كان حينها نائب القائد العام للقوات المسلحة، ثم توجه إلى دمشق واستقر فيها إلى أن تُوفي في 14 مارس 1998.

علي ناصر محمد (1980 – 1986)

اختارته القيادات الجنوبية خليفةً لإسماعيل الجوفي، ونشب صراع بينه وبين معارضيه أخذ أبعاداً مناطقية، وأدى إلى أحداث 13 يناير 1986، فغادر بعدها إلى الشمال، وبعد قيام الوحدة اليمنية سافر إلى دمشق واستقر فيها حتى الآن.

علي سالم البيض (1986-1990)

تولى حكم اليمن الجنوبي بعد أحداث يناير 1986، ثم تحققت الوحدة اليمنية في 1990، ثم أعلن من جانب واحد انفصال دولة الجنوب عام 1994، فاندلعت الحرب وانتهت بانتصار قوات الشمال بقيادة علي عبدالله صالح، فغادر إلى سلطنة عمان التي منحته حق اللجوء السياسي.

الرئيس السجين

قحطان محمد الشعبي (1967 - 1969)

أول رئيس لجنوب اليمن بعد الاستقلال.. حاول خصومه الإطاحة به أكثر من مرة، كان آخرها عام 1969م، عندما دعا اليساريون في الجبهة القومية الحاكمة إلى عقد اجتماع طارئ للقيادة العليا، والتي حضرها الشعبي وتفاجأ في الاجتماع بفصله من الجبهة، وفي اليوم التالي أُعلن عن اعتقاله، وبقي قيد الإقامة الجبرية إلى أن توفي في منزله عام 1981.