يمكن للأشخاص تقوية حاسة السمع لديهم وتذكر المحادثات بشكل أفضل من خلال تفضيل إحدى الأذنين على الأخرى، وفقاً للأبحاث الجديدة، ووجد الخبراء أن تجاهل الأصوات المسموعة عبر الأذن اليسرى يمكن أن يساعد على معالجة وحفظ المعلومات الصوتية، وذلك بنسبة تصل إلى 40%، وتوصل باحثو علم السمع في جامعة أوبورن في ألاباما إلى أن الأطفال والبالغين يعتمدون على أذنهم اليمنى بشكل أكبر، لمعالجة وتذكر المحادثات في ظل الضوضاء.

ويستند عمل الفريق على اختبارات الاستماع الثنائية، التي تُستخدم لتشخيص الاضطرابات السمعية عندما يواجه الدماغ صعوبة في معالجة ما يُسمع، وفي اختبار قياسي، يتلقى المشاركون مداخلات سمعية مختلفة يتم إيصالها إلى كل أذن في الوقت نفسه، ووجد الخبراء أن الأطفال يتذكرون ما يقال بشكل أفضل، عند استخدام الأذن اليمنى.

وقال أورورا ويفر الأستاذ المساعد في جامعة أوبورن وعضو فريق البحث: «لقد أظهرت الأبحاث التقليدية أن قدرة الأذن اليمنى تنخفض عند بلوغ سن الـ13، ولكن تشير نتائجنا إلى أن الأمر مرتبط بنوع المهمة، وبطبيعة الحال، تتراجع المهارات المعرفية مع التقدم في السن، والإصابة بالمرض».

وكان المستمعون المشاركون في الاختبارات الثنائية يسمعون الكلمات أو الأرقام، وطُلب منهم التركيز على المعلومات الموجهة بأذن واحدة، إلى جانب تجاهل سماع الكلمات في الأذن الأخرى، وتُعرف هذه العملية باسم «الانفصال».

ويذكر أن الأصوات التي تدخل الأذن اليمنى تتم معالجتها من قبل الجانب الأيسر في الدماغ، الذي يتحكم بالكلام وتطوير اللغة وأجزاء من الذاكرة، وتسمع كل أذن قطعاً منفصلة من المعلومات، حيث يتم جمعها من أجل المعالجة في جميع أنحاء النظام السمعي، ومع ذلك، فإن النظم السمعية لدى الأطفال الصغار لا يمكنها فرز وفصل المعلومات في وقت واحد من الأذنين، ونتيجة لذلك، فإنهم يعتمدون بشكل كبير على أذنهم اليمنى لالتقاط الأصوات واللغة وذلك لأن المسار أكثر كفاءة.