شكّل الفنان الراحل أبوبكر سالم مدرسة فنية متكاملة مابين اللحن والكلمة والأداء، وكثيرة هي الأغاني الطربية التي وصلت إلى العالم العربي وأداها الفنانون في محافل مختلفة، بعد أن خرجت من مصنع الفنان الكبير الراحل.
وتميز سالم طوال مشواره بحفاظه على هويته الغنائية وقربه من الجمهور دون أن تأخذه الموجات الفنية المتقلبة كغيره من فناني جيله، لذا يعد من القلة في العالم العربي التي لم تُخضع أصواتها للتجارب تحت أي ظرف من الظروف.
وسُئل الفنان الكبير ذات يوم عن ذلك وتحديداً أثناء ظهوره عام 1997 في برنامج (خليك بالبيت) على قناة (المستقبل) اللبنانية عن ندرة قبوله لأي لحن يقدم له من الفنانين الآخرين، فأجاب: "ليس ذلك اقتصارا على أن أغني ما ألحنه فقط، بالعكس هناك فطاحل من الملحنين ولهم معرفة فنية، ولي أصدقاء كثر، ولكن أحب الالتقاء والانصهار في اللحن والكلمة وتوظيف الأغنية"، مبيناً أن "بعض الملحنين يغيب عن باله المعنى، ويصب ذهنه كله في حكاية الاستعراض الموسيقي"، على حد وصفه.
وتابع الفنان الكبير: "شعبنا السهل الممتنع، وأقرب لنا، ويحب السهالة الممتنعة في حياتنا والبساطة، فلقيت إنه إذا كان هناك كلاسيكية وتمطيط لحني طويل يهرب منه المتلقي، بحيث أنه يقرب للكلمة ويقرب للشعر الغنائي أكثر مما يقرب للموسيقى".
وأوضح سالم في سياق حديثه الذي مضى عليه أكثر من 17 عاماً أن الأوركسترا لا تزال حديثة في عمرها الذي لم يتجاوز 40 عاماً، لذا كان يفضل الحفاظ على جمله البسيطة، ويرى أن المتلقين يحبون هذه الألوان واصفاً الأمر بأنه ليس من باب الغرور أو التمنّع.