فُتحت أبواب القدر لرفعة الدوسري، لأن تكون أماً مرتين في الحياة، الأولى لابن حقيقي، والأخرى لطفل، كُتب له حرمانه من والدته، لتتحول مع الوقت، إلى أم بديلة، بعد أن ساقها القدر إلى جمعية الوداد الخيرية بالعاصمة الرياض.
وجمعية الوداد معروفٌ عنها اهتمامها بالأطفال من فاقدي "الأبوية"، بالإضافة إلى استقبالها ما يعرف بـ"الأسر البديلة"، ممن ترغب في احتضان أحد الأيتام.
وفي تفاصيل قصة رفعة، حسب ما تروي خلال حديث لها مع "أخبار 24"، أنها قررت احتضان الطفل "نواف" بعمر شهرين، وقامت باحتوائه كأم بديلة له، وعملت على رعايته على مدى سنوات.
تقول رفعة خلال سردها قصتها: "لدينا مشكلة خفية، وهي أن المجتمع غير متقبل بالمطلق، فكرة أن تتبنى أي سيدة طفلاً لم تنجبه. الفكرة عميقة جداً، لذا هي محفوفة بالضبابية إلى حدٍ كبير. أتعرض لكثير من التساؤلات، حين أزور أي مكان، أو أكون على سفر، وهو أن أوراقه الثبوتية تختلف عن هويتي. وهذه مشكلة أخرى".
ولكن رفعة لها فلسفتها الخاصة في هذا الأمر، إذ ترى أنها محظوظة، لاختيارها من الله أن تكون أماً ليتيم. وتمضي في الحديث بهذا الصدد، وتقول "ربي اختارني من بين عباده أن أكون أماً ليتيم. أنا أشعر بأني محظوظة. وينتابني شعور بالسعادة، عندما كرست جل حياتي لخدمة هذا الطفل. حيث كان مريضاً يعاني من تشتت الانتباه والتوحد؛ وبفضل الله تمكنت من علاجه وأصبح جزءا هاماً في حياتي".
وترى رفعة الدوسري، أن الاحتضان حاجة من شأنها إشباع رغبة الأمومة، وهذا ما دفعها لترك وظيفتها، لتتفرغ لإحساس الأمومة، الذي عاشته مع الطفل نواف.
وفي التفاصيل الدقيقة للحياة، هناك آلاف من رفعة الدوسري، ممن كرسن حياتهن لخدمة الآخرين، لا سيما أن الأطفال من الأيتام فئة غالية على الجميع، ولا يمكن لهم دفع ثمن اليتم من سني الحياة العابرة، لذا خلق الله آلافًا من رفعة، ليكونوا الحضن الدافئ لأطفال، أقرب إلى أن يكونوا "أحباب الله".