طالب عدد من الخبراء الاقتصاديين الأردنيين حكومة بلادهم إقرار خطة للاعتماد على النفس والبحث عن تحالفات جديدة في مواجهة تهديدات الرئيس الأمريكي، بحسب صحيفة "الغد" الأردنية.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد وجه قبل أيام تحذيرا شديد اللهجة إلى الدول التي صوتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدين اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، متوعدا بوقف التمويل الأمريكي لها.
والأردن كان من بين الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي صوتت ضد قرار ترامب الأخير، فضلا عن إعلان الأردن عن موقفه الواضح الداعم للقدس على المستويين الرسمي والشعبي، لا سيما وأن الأردن هو الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وفقا لاتفاقية السلام التي وقعت بين الأردن وإسرائيل في 1993 وبموجب القانون الدولي، الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل، عام 1967.
وخلال السنوات الثلاث الأخيرة التزمت الولايات المتحدة للأردن بمساعدات سنوية في المجالين العسكري والاقتصادي، بقيمة مليار دولار، فيما كانت تقدم مساعدات إضافية بلغت العام 2015 حوالي 273 مليون دولار وفي العام 2016 قدرت بـ 250 مليون دولار.
ووفقا لخبراء اقتصاديين أردنيين، فإن البدائل المتاحة أمام الأردن في حال واجه قرارا بقطع المساعدات الأمريكية عنه، سيكون البحث عن إيرادات تعوض هذه المساعدات، وعلى الأغلب ستكون من خلال فرض ضرائب جديدة، والبحث عن مصادر تمويل خارجية أخرى.
وفي هذا السياق، قال ماهر مدادحة، وزير تطوير القطاع العام السابق، إن ما يتحدث عنه ترامب هو تلويح لا أكثر لأن علاقة الأردن مع الولايات المتحدة استراتيجية وليست مبنية على موقف معين، وفي حال وصل الأمر إلى ما يهدد به الرئيس الأمريكي فإن ذلك يعتبر "طلاقا سياسيا" يفشل علاقة استراتيجية قديمة، تترتب تبعات اقتصادية كبيرة عليها إزاء الأردن، إذ الولايات المتحدة من أكبر المانحين للمملكة".
أما الخبير الاقتصادي زيان زوانه فيرى أنه "على الأردن الاعتماد على ذاته في إدارة أموره الاقتصادية في ظل الانقلاب في العلاقات الإقليمية التي تمر بها المنطقة والعالم حاليا، وتغير العلاقات التي كان الأردن يراهن عليها"، مبينا أن هذا الشعار يحتاج إلى آليات عمل تنفيذية قادرة عل التغلب على تبعات انقطاع أو حتى تراجع المساعدات الخارجية.
كما أكد زوانه أن لدى المملكة المنعة الكافية التي تمكنه من الحفاظ على مصالح الاستراتيجية التي لا يتنازل عنها "مقابل حفنة دولارات".
وبحسب رؤية الخبير الاقتصادي مفلح عقل، فإن "الأردن سيكون في مأزق اقتصادي لأن ذلك سيحدث زيادة في عجز الموازنة وتوقف وتأجيل لمشاريع نتيجة لنقص في تمويلها على اعتبار أن الحجم الأكبر من المساعدات المتدفقة إلى موازنة الحكومة هي أميركية"، مشيرا إلى أن ترامب وضع الدول العربية ومنها الأردن في موقف صعب لأنها لا تستطيع إلا أن تدعم القرار وفي الوقت ذاته هي عرضة لوقف المساعدات من واشنطن.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، كان النشطاء الأردنيون أكثر حزما وحدة، في مواجهة تهديدات ترامب، فقد حثوا الحكومة على التنازل عن المساعدات الأميركية ودعوا المواطنين الأردنيين على تحمل أعباء الموقف الأردني الداعم القدس، في سبيل الحفاظ على "الكرامة الوطنية".
كما عبر النشطاء عن انحيازهم للموقف الرسمي، مفضلين الانتصار لعروبة القدس على المساعدات الأميركية، معتبرين التهديد الأميركي إهانة بكل الأحوال، حتى وإن لم يتم تنفيذه، مطالبين حكومة بلادهم في الشروع بتنفيذ خطوة وطنية للاعتماد على الذات، ومنظمات المتجمع المدني الأردنية التوقف عن تقديم طلبات تمويل من الجانب الأمريكي.