قال سكان في بلدة الزبداني السورية يوم الخميس إن قوات الجيش انسحبت من البلدة الواقعة قرب لبنان بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار لكن لم يظهر مؤشر على وقف شامل للعنف مع انتهاء تفويض بعثة المراقبين العرب التي استمرت شهرا.

ووردت أنباء عن مقتل 20 شخصا بينهم اثنان من ضباط الجيش في أنحاء سوريا إلى جانب 600 قتلوا منذ وصول المراقبين العرب إلى البلاد.

وتزايدت العمليات التي يشنها الجيش السوري الحر المؤلف من جنود منشقين على الجيش السوري بعد البداية السلمية للمظاهرات المناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد.

وقال زعيم للمعارضة إن سكان الزبداني ذكروا أن القوات والدبابات السورية التي كانت تحاصر البلدة التي سيطرت عليها قوات معارضة انسحبت بعد وقف لإطلاق النار لإنهاء أيام من القتال.

وقال كمال اللبواني لرويترز إن عشرات الدبابات والمدرعات التي كانت تطوق الزبداني قرب الحدود اللبنانية انسحبت ليل الأربعاء إلى ثكناتها على بعد ثمانية كيلومترات.

وينتهي تفويض مراقبي جامعة الدول العربية ليل الخميس. وهناك خلاف بين وزراء الخارجية العرب الذين من المقرر أن يبحثوا خلال اجتماعات في القاهرة يوم الأحد الخطوة التالية التي يتعين اتخاذها في التعامل مع الانتفاضة التي سقط فيها الاف القتلى.

وقال مصدر قريب من الجامعة العربية ومقرها القاهرة "انهم في حيرة كبيرة... لقد نفدت خياراتهم."

وقال مصدر في الجامعة العربية هذا الأسبوع إن سوريا ربما تسمح ببقاء المراقبين لكن دون توسيع لمهمتهم.

وقال محمد الشقفة مراقب الإخوان المسلمين في سوريا إن على قوى العالم زيادة الضغوط الدبلوماسية على الأسد ودعا إلى تطبيق حظر جوي وإقامة "مناطق آمنة" لمساعدة معارضي الرئيس السوري.

وأضاف الشقفة في مقابلة أحريت عبر الهاتف "على المجتمع الدولي اتخاذ الموقف الصحيح. لابد أن يقوم بعزل كامل للنظام مثل أن يسحب سفراءه ويطرد سفراء النظام."

ويقول الأسد الذي سحق والده الرئيس الراحل حافظ الأسد تمردا مسلحا للإخوان المسلمين عام 1982 إن بلاده تواجه مؤامرة خارجية تستغل المتشددين الإسلاميين لتدمير معقل للقومية العربية.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء الرسمية عن الأسد قوله لما وصف بأنه وفد المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سوريا ودعم الحوار والإصلاح ان "الشعب السوري... قادر على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سوريا القوية."

ويريد بعض معارضي الأسد أن يتخذ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إجراء لكن المجلس منقسم أيضا إذ أعلنت روسيا أنها ستتعاون مع الصين لمنع أي خطوة للسماح بالتدخل العسكري.

وأقرت قوى غربية بأن حملة عسكرية في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا ستكون محفوفة بالمخاطر لكنها تريد من المجلس على الأقل أن يدين قمع الأسد وأن يفرض عقوبات.

ويصعب التوصل إلى رقم يمكن أن يعتد به لعدد القتلى بسوريا التي قيدت دخول الإعلام.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا إن 454 مدنيا قتلوا منذ أن وصلت بعثة المراقبين العرب إلى سوريا في 26 ديسمبر كانون الأول للتحقق مما إذا كانت دمشق تنفذ خطة السلام العربية.

وأضاف أن 146 فردا من قوات الأمن منهم 27 انشقوا وانضموا للمعارضة قتلوا أيضا. ولا تشمل أرقام المرصد السوري 26 شخصا تقول السلطات انهم قتلوا في تفجير انتحاري بدمشق في السادس من يناير كانون الثاني.

وذكر المرصد ومقره بريطانيا أن ما لا يقل عن 18 مدنيا آخرين قتلوا في أنحاء سوريا يوم الخميس. وأضاف أن هجوما للجنود المنشقين في حماة اسفر عن مقتل عميد وملازم في الجيش.

وعندما سئل رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري عما إذا كانت بعثة المراقبين أحدثت فارقا أجاب أن هذا حدث فعلا في الأسبوع الأول مع تراجع عدد القتلى بصورة كبيرة وبعد ذلك ارتفع العدد.

وقالت جماعة افاز الحقوقية إن 746 مدنيا قتلوا على مدى الشهر المنصرم وحثت الجامعة العربية على تقديم طلب لمجلس الأمن لفرض إجراءات عقابية على الأسد.

وقال ريكن باتل مدير افاز"رصد مراقبو الجامعة العربية الآن وحشية الأسد برؤية العين... تم التعامل مع بعثتهم بازدراء وفشلت في جميع أهدافها."

وقالت الأمم المتحدة في 13 ديسمبر كانون الأول ان قوات الأمن قتلت أكثر من خمسة الاف شخص في سوريا منذ مارس آذار. وبعد أسبوع قالت دمشق ان المسلحين قتلوا ألفين من قوات الأمن.

وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا وأعلنت فرض عقوبات لعدم التزامها بخطة السلام التي وافقت عليها في نوفمبر تشرين الثاني والتي تتطلب منها وقف العنف وسحب القوات من المدن والإفراج عن المحتجزين وتمكين المراقبين العرب ووسائل الإعلام من دخول البلاد وإجراء حوار سياسي مع جماعات معارضة.

وقال تجار الصرافة إن الاضطرابات بالإضافة إلى العقوبات الغربية أديا إلى تراجع قيمة الليرة السورية 50 بالمئة في السوق السوداء.

ويقول معارضو الأسد إن وفد المراقبين العرب منح الأسد غطاء دبلوماسيا لمواصلة حملة القمع العنيفة.

وتقول بعض الدول العربية بقيادة قطر التي ترأس لجنة تابعة لجامعة الدول العربية معنية بسوريا إن البعثة فشلت. بل إن قطر اقترحت إرسال قوات عربية وهي فكرة رفضتها دمشق ولم توافق عليها أي دولة أخرى في الجامعة العربية المؤلف من 22 عضوا.

ويقول العراق ولبنان انهما لن يفرضا عقوبات على سوريا وهي شريك تجاري رئيسي لهما.

ويقول دبلوماسيون في بروكسل إن من المتوقع أن توسع حكومات الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين قائمة الشخصيات والشركات والمؤسسات السورية المستهدفة بعقوبات الاتحاد