تُعد قصور وقلاع أبو سراح من أشهر المباني التاريخية في منطقة "السودة" بأبها وتم بناؤها بنسق جمالي يحاكي طبيعة منطقة عسير الفريدة، وباستخدام الموارد الطبيعية من الحجارة وأخشاب شجرة العرعر المحلية.
زيارة واحدة إلى هذه القصور تشعرك بأنك تغوص في مرحلة تاريخية قديمة ورحلة داخل القصور المبنية عام 1252هـ، كما تتعرف على مسميات الغرف التي أطلقها ساكنوها عليها ووراء كل غرفة قصة وحكاية مشوقة.
وتحدث عبدالرحمن أبو سراح كبير المرشدين في قصور أبو سراح لـ"أخبار 24" عن 3 قصور تسمى" وازع وعزيز والمصلى"، والتي أتم بناءها الشيخ لاحق بن أحمد أبو سراح عام 1252هـ ، مشيراً إلى أنه منذ القدم تدل أسماء المناطق على أسماء القبائل والعشائر.
وأضاف أن اسم قصر عزيز ينتمي إلى جماعة آل عبدالعزيز، ووازع تدل على أحد أثلاث قبيلة بني مغيد من عسير، ولهم عمق تاريخي واضح ويدل على مدى تمكن أهل عسير من بناء التاريخ والفن والعمارة وعمق ثقافي واضح، وهي نموذج من ضمن 4000 قرية تاريخية في المنطقة.
وأشار "أبو سراح" إلى أن طريقة بناء تلك القصور تبدأ بتجهيز الدور الأول للمواشي، يليه المستودعات والمخازن، والدور الرابع والخامس سكنيان، بينما الدور السادس يوجد به مجلس عزيز الذي يعتبر أكبر مجلس في وقتها، ولم يكن حكرا على الأسرة وإنما كان يستخدم من قبل جماعة الشيخ لاحق.
وتابع بأنه تم ترميم المكان من قبل عبدالعزيز بن لاحق أبو سراح وانتهى من ترميمه عام 2018، وكانت الفكرة الأساسية من ترميم القصور أنها تحمل إرثا تاريخيا ووطنيا راسخا، وتصوير كيفية المعيشة حينها ووصف التجربة كاملة عن الحياة حينها وتاريخ المنطقة.
ولفت أبو سراح إلى أنه تم تحويل القصور إلى مزار سياحي، وهي من أكثر المناطق السياحية زيارة، كما أنها تحظى بشعبية كبيرة من زوار المنطقة، وتم تزويد المنطقة أيضا بمقاه ومطاعم حتى يقضي الزوار يوما ممتعا.
وبين أن العمل في القصور يبدأ من التاسعة صباحا إلى التاسعة مساء، وبالنسبة للمرافق إلى الحادية عشر مساء، مشيرا إلى المكان يتردد عليه يومياً من 2000 إلى 2500 زائر، بالإضافة لكبار الشخصيات والوزراء، وانطباعاتهم الجيدة هي المحفز الأساسي لنا.