كشفت دراسة علمية أن أنماط النوم المختلفة لها تأثيرات كبيرة على صحة الإنسان، لافتة إلى أن البيئة المحيطة بالشخص ونظام عمله ترتبط بشكل كبير بنمط نومه.

وأكدت الدراسة التي أجراها باحثون من كلية كينغز كولدج لندن، ونشرها موقع "زو بريدكت"، وشملت تقييما لـ 934 حالة لأشخاص نحيفين وأصحاء ينامون 7 ساعات على الأقل كل ليلة، لافتة إلى أن اختلاف أنماط النوم خلال أيام الأسبوع وأيام العطلات يمكنها أن تزيد من بكتيريا الأمعاء المرتبطة بالسمنة والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وأوضحت الدراسة أن العلماء يعتقدون أن مجرد 90 دقيقة إضافية في السرير كافية لتعطيل الساعة الداخلية للإنسان وتؤثر على مجموعة من الوظائف من جهاز المناعة إلى الجهاز الهضمي، لافتة إلى أن تغييرا بسيطا في وقت الاستيقاظ يمكن أن يكون له تأثير على الإيقاع البيولوجي للإنسان.

وأبان العلماء وفقا لدراسات عملية حديثة أن أنماط النوم تختلف من شخص لآخر، كما أن البيئة المحيطة بالشخص ونظام عمله تؤثر في ذلك، وقسموا نمط النوم عند الناس إلى ثلاثة أنماط رئيسية، أولها النوم أحادي الطور وهو النوم لفترة واحدة خلال 24 ساعة، تتراوح عادة بين 6-8 ساعات، والنوم ثنائي الطور، وهو النوم لفترتين قد يكون معظم النوم في الليل وغفوة قصيرة في النهار، وثالثا النوم متعدد الأطوار، وهو النوم لأكثر من فترتين في 24 ساعة.

وأفادت العديد من الدراسات التجريبية أن النوم ثنائي القطب صحي أكثر من النوم أحادي القطب، محذرة من أن النوم متعدد الفترات غير صحي ومرتبط عادة بالأمراض العصبية التنكسية المزمنة، وبعض الأمراض العضوية مثل السكري وارتفاع الضغط وأمراض القلب. 

وتطرقت دراسات علمية وأبحاث تجريبية إلى عملية اختلال النوم والاضطرابات التي قد تسبب فقدان القدرة على النوم، حيث يتم تصنيف هذه الاضطرابات إما زيادة في النوم مما يعني النعاس أثناء النهار أو النوم ليلاً لفترة طويلة، أو الأرق وهو فقدان القدرة على النوم، وتم تقسيم هذه الاضطرابات إلى ثلاث مجموعات رئيسية وهي اضطرابات النوم داخلية المنشأ، واضطرابات النوم خارجية المنشأ، واضطرابات النوم بسبب إيقاع الساعة البيولوجية.

وأفادت بأن اضطرابات النوم داخلية المنشأ، هي الحالات أو الاضطرابات المرتبطة بآليات النوم الداخلية أو المرتبطة بالاضطرابات الطبية الأخرى التي لها علاقة بالنوم، كالأرق النفسي الذي يمنع من النوم، والشعور بانقطاع النفس النومي وهو اضطراب شائع، غالباً ما يكون نتيجة لضعف في مجرى الهواء العلوي أثناء النوم، وهو قد يسبب توقفاً متكرراً في التنفس مما يؤدي إلى الشخير، واضطراب حركة الأطراف الدورية التي تتمثل بالشعور بالوخز، وثني الساقين، وحركات ارتجاج في الساقين والذراعين أثناء النوم.

وحول اضطرابات النوم خارجية المنشأ، أفادت الدراسات أنها ناتجه عن مشاكل أو ظروف خارج الجسم مثل البيئة أو الحساسية أو العادات المختلفة المتبعة خلال اليوم، مثل أرق حساسية الطعام بسبب تغيرات في الجسم بسبب طعام معين تم أكله،وتغيرات في الروتين المنتظم للنوم منها عدم إطفاء التلفاز أو شرب القهوة في وقت متأخر أثناء المساء وغيرها من الإجراءات.

وأوضحت الدراسات أن اضطرابات النوم بسبب مشاكل الساعة البيولوجية تحدث عندما يؤثر نمط الحياة أو التغيير البيئي في إيقاع النوم اليومي الطبيعي مثل حالات حلول الظلام في ساعات مبكرة في فصل الشتاء، أو تغير المنطقة الزمنية عند السفر، أو تغيرات في ساعات العمل بشكل مستمر كنظام الدوريات.