على مساحة نحو 120 ألف متر مربع، ووسط حالة من الفرح والشغف بين الباعة والتجار والمستهلكين، وبعد طول انتظار، انطلق موسم الروبيان بسوق الأسماك المركزي في القطيف، والذي يعد الأكبر من نوعه بالشرق الأوسط، ويُصنف الرابع عالمياً.
واستطاع الصيادون خلال أيامه الأربعة الأولى جلب نحو 40 طنا من الروبيان إلى السوق، فيما ينتظر الباعة رجوع المراكب الكبيرة لجلب كميات أكبر من الروبيان، والتي وصلت في موسم العام الماضي 2022 إلى نحو 10 آلاف طن.
مظاهر الفرحة والشغف بانطلاقة الموسم رصدها "أخبار 24" على لسان وأعين عدد من الباعة والمستهلكين بالسوق، والتي عبر عنها البائع في السوق سلمان التاروتي، الذي قال إنه يبيع الروبيان منذ 45 عاماً، مشيراً إلى أنه يعمل مع أخيه في مهنة السمك ويستشرف إقبالاً متزايداً على الروبيان خلال الأيام المقبلة، حتى لو كان الإقبال الحالي محدوداً نوعاً ما، نظراً لأنها بداية الموسم.
وأكد دلال في السوق، جعفر المسلم، أن موسم الروبيان هذا العام يختلف عن المواسم السابقة من ناحية كثرة المعروض في السوق، حيث كان الروبيان قليلاً نوعاً ما في السنوات السابقة بينما المعروض حالياً أكثر.
وأضاف أن الأسعار حالياً انخفضت عما كان عليه الأمر في الأعوام السابقة، حيث كان سعر السحارة الواحدة من 500 إلى 450 ريالاً في المتوسط، وحالياً قد تصل في المتوسط إلى 300 أو 250 مع الأيام المقبلة حيث زخم الموسم، لكن بعض الروبيان الكبير قد يصل إلى الألف، مشيراً إلى أن الإقبال كبير نوعاً ما هذا العام، فهناك دلائل تشير إلى ذلك.
من جانبه، رأى البائع محمد الشاب، أن موسم الروبيان كل عام في بدايته تكون الأسعار مرتفعة، نظراً لأن البحارة يكونون ما زالوا في البحر، ولكن مع الوقت تنخفض الأسعار مع نزول البحارة من البحر إلى السوق.
وأشار إلى أن الأسعار مرتفعة حالياً نوعاً ما، كوننا في بداية الموسم، لكنها ستنخفض في الأسابيع القادمة مع دخول البحارة للسوق، فنحن حالياً نبيع بالكيلو وبعد ذلك سنبيع بالصندوق مع كثرة المعروض وزيادة الإقبال.
وذكر النوخذة حسن الحجيري، أن الكميات المعروضة حالياً بسيطة وهناك طلب متزايد ما يجعل الأسعار مرتفعة نوعاً ما، لكن مع الوقت ستنزل الأسعار، لافتاً إلى أن السوق ضخم ويحتاج إلى كميات كبيرة جداً، وهذا السوق يوزع على كافة مناطق ومدن المملكة، موضحاً أن هناك 3 أنواع من الروبيان، الأحمر والأبيض والأسود، وفي بداية الموسم تكون الروبيان صغيرة الحجم ومع مرور الوقت يظهر منها متوسط الحجم ثم الكبير الذي تكون أسعاره عالية للطلب الكبير عليه.
من جانبه، قال مدير سوق الأسماك المركزي بالقطيف عبدالإله العنزي لـ"أخبار 24"، إن موسم الروبيان هذا العام مبشر بالخير، وهو ما نلمسه من فرحة الأهالي والباعة بانطلاقة الموسم الذي يعد من أهم المواسم اقتصادياً للباعة.
وأضاف أن السوق حقق نجاحاً بالنسبة للمستهلكين والزوار والباعة في الأعوام السابقة، وهذه النجاحات تستمر هذا العام، فكلهم فرحون بانطلاقته، لكن لا نستطيع الحكم عليه إجمالاً حتى اكتمال مدة الموسم، لا سيما أننا ما زلنا في البدايات.
وأشار إلى أنه يضم أسواق تجزئة وجملة، وسوبر ماركت، ومصنعاً للثلج، وثلاجات، وفندقاً، وأدوات بيع صيد، ومسجداً، وبنكاً، ومكاتب للبلدية، لافتاً إلى أنه يخدم شريحة كبيرة من التجار والباعة والمستهلكين، ويعد بمثابة أمن غذائي للمنطقة، ويساعد على بناء التجارة والوظائف والسعودة.