اعتبر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي الاحد ان "الاوان قد حان" لفرض عقوبات على الذين يقوضون جهود السلام في جنوب السودان، الملف الأكثر استعصاء الذي يواجه القادة الأفارقة خلال اجتماعهم في اثيوبيا.
وفي افتتاح القمة الثلاثين للاتحاد الافريقي في اديس ابابا، ندد فقي بـ"الوحشية غير المعقولة" و"العنف الأعمى" بين الأطراف المتنازعين في جنوب السودان الذي يشهد نزاعا داميا منذ كانون الأول/ديسمبر 2013، أي بعد عامين فقط من حصوله على الاستقلال.
وقتل عشرات الآلاف في جنوب السودان ونزح نحو أربعة ملايين شخص فيما يعاني الملايين من الجوع في ظل أزمة إنسانية يتوقع أن تزداد سوءا مع حلول موسم الجفاف.
وأثمرت جهود إحياء اتفاق سلام أبرم عام 2015 وقفا لإطلاق النار في كانون الأول/ديسمبر لكنه لم يستمر سوى عدة ساعات قبل أن يتبادل الأطراف المتحاربون الاتهامات بخرق الهدنة.
وقال فقي ان "الاوان قد حان لفرض عقوبات على اولئك الذين يعرقلون جهود السلام".
من جهته، تعهد الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش دعم "اي مبادرة افريقية من اجل رد اقوى" على الاستخفاف بالهدنة.
واشار غوتيريش الى مشاركته مساء السبت في اجتماع مغلق لمجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي قائلا للصحافيين انه "اذا لم يتم احترام وقف الاعمال القتالية (...) فنحن متوافقون جميعا على وجوب اتخاذ اجراءات اكثر شدة لضمان احترام ذلك".
أما الولايات المتحدة، الداعم الأبرز لاستقلال جنوب السودان وأكبر المانحين، فدعت مجددا الأسبوع الماضي أمام مجلس الأمن إلى فرض حظر على وصول السلاح الى هذا البلد.
وفشلت جهود سابقة لفرض حظر على السلاح وتوسيع العقوبات اذ اعتبرت بعض الدول الأعضاء أن تحركا من هذا النوع سيأتي بنتائج عكسية على جهود السلام.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على ثلاثة مسؤولين رفيعين في ايلول/سبتمبر العام الماضي.لكن وزير الشؤون الحكومية في جنوب السودان مارتن ايليا لومورو المكلف الإشراف على عملية السلام اعتبر أن "التقارير الواردة من جنوب السودان لا تعكس حقيقة الوضع الحالي على الأرض". وأضاف "لا يمكن فرض عقوبات بدون أسباب".
- "عواقب عدم الامتثال" -
لكن صبر حلفاء جنوب السودان قد نفد بعد فشل جهود السلام لمرات لا تحصى.
والأربعاء، قالت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أمام مجلس الأمن الدولي إن حكومة الرئيس سلفا كير "تثبت بشكل متزايد بأنها شريك غير ملائم" في جهود إعادة السلام.
وحضت القادة الأفارقة المجتمعين في القمة على "محاسبة الأشخاص الذين يرفضون السعي نحو السلام".
وأدلى رئيس لجنة مراقبة وتقييم اتفاق السلام في جنوب السودان فيستوس موغاي بتصريحات مشابهة السبت داعيا إلى فرض عقوبات بحق الأطراف المعرقلين.
وحض الرئيس البوتسواني السابق الاعضاء الثمانية للهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (ايغاد) التي تضم جيبوتي واريتريا واثيوبيا وكينيا والصومال والسودان واوغندا على "المحافظة على نهج موحد".
وقال "من اجل نجاح عملية احياء (اتفاق السلام) على جميع قادة جنوب السودان ان يعوا بوضوح عواقب عدم الامتثال".
ويشهد جنوب السودان حربا منذ كانون الأول/ديسمبر 2013 عندما اتهم الرئيس سلفا كير نائبه السابق رياك مشار بالتخطيط للانقلاب عليه.
وتم توقيع اتفاق سلام بعد عامين إلا أنه انهار في تموز/يوليو 2016 عندما أجبر تجدد القتال في العاصمة جوبا مشار على الفرار.
واتسعت رقعة القتال لاحقا في أنحاء البلاد حيث تشكلت مجموعات مسلحة متحاربة، ما زاد من تعقيد جهود السلام.