نشرت لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركية،‫ اليوم الجمعة، مذكرة كانت مصنّفة سرية، يتهم فيها الجمهوريون مكتب التحقيق الفيدرالي (اف بي آي) بالانحياز للديمقراطيين. وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أعطى الجمهوريين في الكونغرس الضوء الأخضر للكشف عن‬ المذكرة التي يعتقد الرئيس أنها ستساعده في تقويض التحقيق المتعلق بالتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، كما تشير التسريبات.

المذكرة المثيرة للجدل، التي كتبها جمهوريون في مجلس النواب، تدعي أن نائب مدير مكتب التحقيق الفيدرالي، رود روسنستين وغيره من المسؤولين، استخدموا معلومات مغلوطة وفرتها مؤسسة "فيوسون جي. بي. اس"، التي كانت في حينها تعمل لصالح الديمقراطيين، لتبرير تنصت الـ"اف بي آي" على أحد العاملين في حملة ترمب، والذي كان أحد مستشاري الأمن القومي واسمه كارتر بيج.

بول رايان، وهو رئيس مجلس النواب الجمهوري، قال: "هذه المذكرة تمثل قيام الكونغرس بوظيفته، وهي الرقابة على قانون مميز يعنى بالتنصت".

لكن مدير الـ"اف بي آي"، الذي عيّنه ترمب نفسه، عارض إصدار المذكرة، وكذلك الديمقراطيون الذين يقولون إنها غير دقيقة وتحاول تسييس عمل المؤسسات المستقلة.

آدم شيف، مدير الأقلية الديمقراطية في لجنة الاستخبارات في الكونغرس، قال: "تم إزالة الطابع السري عن معلومات دون أخرى لاختيار رواية تلائم الرئيس". ويقول الديمقراطيون ومسؤولون في وزارة العدل التي تضم الـ"اف بي آي"، إن المذكرة تقدم فقط بعض المعلومات وليس جميعها، وترسم صورة غير دقيقة لما حدث.

وفي تغريدة على "تويتر"، قال ترمب إن مسؤولي الـ"اف بي آي" ووزارة العدل، قاموا بتسييس عملية التحقيق لصالح الديمقراطيين وضد الجمهوريين، الأمر الذي كان لا يتصور قبل الآن. كما علّق في المكتب البيضاوي على المذكره قائلاً: "ما يحصل في بلادنا معيب، وعلى الكثير من الناس أن يشعروا بالعار".

وتشير تسريبات إلى أن ترمب قال لأصدقاء له، إن الكشف عما يعتبره تمييزاً ضده وضد الجمهوريين في الـ"اف بي آي" بشكلٍ عام سيُسهل عليه اتهام الـ"اف بي آي" بالتمييز ضده شخصياً فيما يتعلق بالتحقيق في مزاعم التدخل الروسي في حملة ترمب الانتخابية.

يأتي كل هذا بينما تترقب واشنطن إمكانية استقالة أو فصل نائب مدير الـ"اف بي آي" روسنستين، والمتهم باستخدام المعلومات المسيسة لتبرير التنصت على مستشار حملة ترمب السابق كارتر بيج. ما يجعل الأمر مثيرا للجدل هو أن روسنستين هو المدير الفعلي لبوب مولير، المحقق في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية. نائب مدير الـ"اف بي آي" هو الذي يحدد أيضا نطاق وسعة التحقيق، بينما أشارت تسريبات إلى أن ترمب كان يريد فصله.