مرحلة التقاعد هي فترة في حياة الأفراد يتوقفون فيها عن القيام بنشاطاتهم المهنية، وعلى الرغم من أن هذه المرحلة تُعتبر مهمة في حياة الأشخاص؛ إلا أنها قد تكون ذات تأثير سلبي على الأفراد إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.

وقال اختصاصي أول علم النفس العيادي، عبدالله آل دربا لـ"أخبار 24"، إن المفهوم السائد لدى المجتمع السعودي أنه ما أن يصل الفرد إلى مرحلة التقاعد يعني أنه وصل إلى "مرحلة انحدار" وأنه سيجلس بالمنزل، مضيفاً أن هذا المفهوم خاطئ، ويجب تغيير مصطلح "متقاعد" لكونه تركيبا لعبارة "مت قاعداً" وهذا التركيب المزجي يجلب نوعاً من التشاؤم.

وأشار إلى أن هناك بعضاً من الآثار السلبية التي يشعر بها المتقاعد من بينها العزلة الاجتماعية، وقد يؤدي التقاعد إلى انعزال الأفراد عن مجتمع العمل والزملاء، مشيراً إلى أن العمل غالبًا ما يوفر فرصًا للتواصل والتفاعل الاجتماعي، وعندما يتوقف الفرد عن العمل، قد يفقد الفرصة المنتظمة للتواصل مع الآخرين، مما يؤدي إلى الشعور بالعزلة والوحدة.

وأكد أن الموضوع لا يقتصر على الآباء المتقاعدين فقط بل بالأمهات أيضا، لافتاً إلى أن أكثر الذين يترددون عليه بالعيادة هم أسر المتقاعدين لما يجدونه من صعوبة في التعامل معهم، وخاصة إذا تطورت علاقة المتقاعد مع الأسرة لتصبح "سامة" فإن ذلك سينعكس سلباً على بقية أفراد الأسرة ويؤدي لخلق مشاكل عائلية.

واعتبر أن مرحلة التقاعد يمكن أن تكون فرصة للاستمتاع بالحياة بشكل جديد واكتشاف إمكانيات جديدة، مبيناً أنه من خلال التخطيط المبكر والاهتمام بالجوانب الاجتماعية والصحية؛ يمكن للأفراد تجاوز الآثار السلبية المحتملة والاستمتاع بفترة التقاعد بشكل إيجابي ومفيد.