ينتاب بعض الأشخاص شعور بالخمول يفقدهم الشغف في القيام بالأنشطة المعتادة خلال فترة الصيف، وهو الأمر الذي وضع له الخبراء قالبًا علميًا أُطلق عليه "اضطراب المزاج الموسمي".

وأكد أستاذ علم النفس المشارك بجامعة شقراء، عمر الشلاش، أن طاقة جسم الإنسان قد تتغير خلال فترة الصيف، بما ينتج عنه شعور ينتاب البعض بالتعب والخمول وفقدان الحماس والشغف، بالإضافة إلى الشعور بالصداع.

وعزا "الشلاش"، خلال حديثه لـ "أخبار 24"، ذلك الشعور إلى عدة عوامل، أبرزها المجهود البدني والنفسي للإنسان خلال فترة الدوام وعلى مدار العام، بالإضافة إلى تبني البعض أحيانا سلوكيات جديدة أثناء الإجازة، مثل السهر والنوم النهاري بدلا من الليلي، ما يؤدي إلى اختلال الساعة البيولوجية للإنسان.

وأضاف: "انخفاض معدل التعرض لأشعة الشمس والاختلالات التي تحدث في معدلات السيروتونين والميلاتونين، كل هذه العوامل ربما تؤدي إلى الإصابة بالاضطراب النفسي، الذي يعرف أيضا باضطراب المزاج الموسمي أو الاضطراب العاطفي الموسمي، وهو يبدأ وينتهي في الأوقات نفسها من كل عام".

وأوضح أنه في حال تم اكتشاف الاضطراب مبكرًا، أي قبل أن تتكرر أعراضه وتتفاقم، فقد يتم السيطرة عليه، مشيرًا إلى أنه في حال تفاقمت أعراضه، قد يؤدي ذلك لاضطراب أكبر يطلق عليه "الاكتئاب الموسمي".

وأشار إلى أن الإنسان عندما يصل إلى مرحلة الاكتئاب الموسمي، قد يفقد الحافز والرغبة في ممارسة أنشطته، مؤكدًا أنه لا يُنصح بمراجعة الطبيب إلا عند تفاقم الحالة، على نحوٍ يؤثر على تفاعله وتكيفه مع الآخرين.

وينصح أستاذ علم النفس أنه ينصح عادة في مثل هذه الحالات، بتبني برنامج صيفي منظم من حيث الاهتمام بساعات النوم الكافية، والتعرض لأشعة الشمس، والقيام بتمرينات يومية.

واختتم "الشلاش"، بأنه في حال لم يتحسن الشخص بعد هذه النصائح، يتوجب عليه استشارة الطبيب لمعرفة العوامل التي أدت إلى مثل هذا الاضطراب، والتي قد تكون أحيانًا أسبابًا خفية يستطيع الطبيب التعرف عليها.