تجتمع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الاثنين بفريقها الأمني لبحث أزمة تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وسط قلق من احتمال أن يكون حدث تلوث واسع النطاق بالمادة السامة بعد العثور على آثارها في حانة ومطعم تردد إليهما.

وستترأس ماي اجتماع مجلس الأمن القومي بعد أكثر من أسبوع بقليل من نقل سيرغي سكريبال وابنته يوليا إلى المستشفى في مدينة سالزبري بجنوب غرب بريطانيا اثر تعرضهما لهجوم بغاز الأعصاب.

ووجه مسؤولون رفيعون أصابع الاتهام إلى روسيا في محاولة قتل العميل السابق البالغ من العمر 66 عاما الذي باع معلومات سرية إلى بريطانيا قبل أن ينتقل إليها عام 2010 في إطار صفقة تبادل جواسيس، وهو ما نفته موسكو بشدة.

ورفضت ماي حتى الآن كيل الاتهامات إلى أي جهة لكن عدة تقارير صحافية أشارت إلى أنها قد تتهم روسيا علنا بعد اجتماع مجلس الأمن القومي وتحدد الكيفية التي تنوي لندن الرد من خلالها.

وقال النائب توم توغيندات الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم "نتوقع أن يصدر إعلان عن رئيسة الوزراء في وقت قريب".

وأضاف "بصراحة، سأفاجأ في حال لم تتهم الكرملين".

وقد تشمل الردود المحتملة طرد بعض الدبلوماسيين الروس والإعلان عن نوع من المقاطعة لكأس العالم لكرة القدم للعام 2018 الذي تنظمه روسيا أو زيادة التواجد العسكري البريطاني في أوروبا الشرقية.

من جهته، طرح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون تكثيف العقوبات بحق مسؤولين روس. إلا أن اجراء من هذا القبيل سيحتاج إلى موافقة دولية.

وحذر توغيندات من أن أي تصعيد في التوتر بين لندن وموسكو قد يشكل خطرا على المشجعين البريطانيين الذين سيزورون روسيا لحضور كأس العالم الذي يبدأ في حزيران/يونيو المقبل.

وقال "أخشى أن تطرح اجراءات تتخذها الحكومة خطراً حقيقيا على المشجعين البريطانيين" من خلال الرد الروسي.

- حث العامة على تنظيف مقتنياتهم -

عُثر على سكريبال وابنته البالغة من العمر 33 عاما غائبين عن الوعي على مقعد خارج مركز للتسوق في سالزبري في الرابع من آذار/مارس. ولا يزالان في حالة حرجة لكن مستقرة في المستشفى.

ونُقل عنصر شرطة حضر إلى الموقع إلى المستشفى لكن صحته تحسنت حيث أصبح قادرا على الجلوس والتحدث.

ولا يزال على السلطات تأكيد نوع غاز الأعصاب الذي استخدم بالتحديد، وهو ما قد يقود إلى معرفة الجهة التي تقف خلف الاعتداء الذي يتم التعامل معه على أنه محاولة قتل.

وطوقت السلطات الكرسي ومنزل سكريبال وحانة ومطعما تردد إليهما العميل السابق وابنته، إضافة إلى قبر زوجته ليدميلا التي توفيت عام 2012.

وأكدت السلطات الصحية مرارا عدم وجود خطر مباشر على الناس، لكن كبيرة المسؤولين الطبيين في بريطانيا سالي ديفيز أعلنت الأحد أنه تم العثور على آثار لغاز الأعصاب الذي استخدم في محاولة قتل سكريبال في حانة "ذي ميل" ومطعم "زيزي" اللذين ارتادهما.

وحثت نحو 500 شخص زاروا المكانين على تنظيف ملابسهم وأغراضهم كإجراء احترازي.

وفيما أكدت أنها "واثقة" من أن ذلك لم يؤذ صحة أي شخص كان في المطعم والحانة، إلا أنها تحدثت عن وجود قلق بشأن إمكانية تسبب التعرض طويل الأمد لهذه المواد على مدى أسابيع وشهور بمشاكل صحية.

- "ماذا يجري؟" -

وفاجأت الإرشادات الجديدة سكان سالزبري رغم إصرار السلطات الصحية على أن الخطر لا يزال ضئيلا.

وقالت ديبي باور لصحيفة "دايلي تلغراف" "مر أسبوع. نحتاج لمعرفة ماذا يجري. إما أن الأمر سيء للغاية أو انه ليس كذلك".

وأما مارغريت كوي، فقالت لصحيفة "ذي غارديان" إنه "إذا كان الأمر بالخطورة التي يتحدثون عنها، فأشك بأن غسل الملابس سيحدث فرقا كبيرا".

وتم نشر نحو 180 عنصرا بينهم خبراء في الحروب الكيميائية في سالزبري للمساعدة في التحقيق.

وكان سكريبال يعمل لدى الاستخبارات الروسية برتبة كولونيل قبل أن يسجن في بلده لكشفه عملاء روس لجهاز الاستخبارات البريطاني "إم آي6".

وأشار جونسون الأسبوع الماضي إلى أن الهجوم على سكريبال "يذكر" بتسميم العميل السابق في اجهزة الاستخبارات الروسية والمعارض للكرملين الكسندر ليتفينينكو الذي قضى في لندن عام 2006 مسموما بمادة البولونيوم-210، والتي خلص تحقيق بريطاني الى ان الكرملين امر "على الارجح" باغتياله.