لا تكاد تمضي فترة زمنية قصيرة؛ حتى يكون السعوديون مجدداً، على موعد إحباط عمليات تهريب المخدرات عبر أجهزة البلاد الأمنية، والجمركية، المنخرطة في مكافحتها، في إطار حملة مكافحة موسعة منحتها السعودية أولوية لافتة للقضاء على جرائم التهريب والترويج، في حين تلقى تلك التدابير تأييداً محلياً واسعاً.
وفي آخر أرقام عمليات الإحباط، أحبطت السعودية تهريب 2.2 مليون حبة كبتاجون مخبأة في إرسالية بقلاوة وردت للمملكة عبر ميناء جدة الإسلامي، ليرتفع بذلك إجمالي عمليات الإحباط التي نجحت السعودية بتنفيذها في الأيام الأخيرة لنحو 11 مليون قرص إمفيتامين مخدر.
وتنوعت أساليب تهريب تلك الكميات سواء عبر منافذ البلاد أو داخلها، إذ وجدت الجهات الأمنية بالجوف مطلع الشهر الماضي، مخزناً سرياً تحت الأرض، يضم نحو مليوني قرص إمفيتامين.
ونتيجة للمتابعة الأمنية الحثيثة، عثرت الجهات المختصة ممثلة بمكافحة المخدرات مطلع الشهر الجاري، على نحو مليون قرص "إمفيتامين" مخبأة داخل شحنة ماكينات كهربائية بأحد المستودعات في المملكة، وجرى القبض على مروجيها.
ومع ذلك، يستمر التشديد الأمني من قبل الجهات الأمنية المختصة؛ إذ تعد وتيرة حرب السعودية الكبرى ضد المخدرات مستمرة عبر تنفيذ حملات تعتمد وسائل تقنية حديثة للتصدي بكفاءة وفاعلية لجرائم الترويج والتهريب التي تستهدف الشباب خاصة.
وتعد جرائم مكافحة المخدرات في مقدمة التحديات المؤثرة سلباً في المجتمعات، وسبباً رئيساً في كثير من الجرائم الأمنية والفكرية والسياسية، وفي الإطار ذاته، تقود المملكة جهداً كبيراً في نظر المراقبين لمكافحتها، ويلحظ المتابعون مباركة مجلس الوزراء بين حين وآخر لتلك الجهود.
ويقول أحد أبرز من يقع على عاتقهم مواجهة هذا الملف، الفريق محمد البسامي، مدير الأمن العام؛ أن النتائج الإيجابية التي حققتها الحملة الأمنية لمكافحة المخدرات، والضربات القوية لمواجهة مروجيها ومهربيها، خير دليل على العزيمة الصادقة في استئصال هذه الآفة والقضاء عليها.
وأضاف خلال حديث صحافي على هامش "اليوم العالمي لمكافحة المخدرات" في وقتٍ سابق؛ أن أجهزة الأمن لن تترك المجال للمهربين أو المروجين بأن يستهدفوا الشباب أو يعبثوا بالأمن، في تأكيد سعودي لافت على ضرورة مكافحة الآفة.
ووفقاً للمتابعات الإخبارية لحسابات الجهات الأمنية، لا تكاد تمضي أكثر من 200 ساعة دون الإطاحة بـعصابة ترويج آخرها ما كشفته النيابة العامة عن إحالة مواطنين بتهمة الترويج أخيراً.
ويبرز الاتجاه السعودي اللافت في مكافحة المخدرات على نحو كبير من أجل تعزيز الحياة المختلفة والاستدامة لمجتمع حيوي فضلاً عن تحقيق مستقبل أفضل لوطن عماده الشباب.