قال متخصص في علم الاجتماع إن قرار إغلاق المحلات التجارية عند الساعة 9 مساءً سيؤثر على فئات محددة من المجتمع إيجاباً أو سلباً، وبناء على مدى تأثرهم بالقرار ستحدد مواقفهم منه رفضاً أو قبولاً.

وأوضح الأكاديمي عبدالعزيز الكلثم - خلال استضافته ببرنامج "تمّ" على القناة السعودية - أن أبرز تلك الفئات هي فئة التجار أصحاب رؤوس الأموال، وفئة المستهلكين، وفئة الموظفين والعاملين في المحلات التجارية.

وأضاف أن التجار قد يعترضون على القرار لأنه قد يقلل - من وجهة نظرهم - من فرصة إدرار المزيد من الأرباح، لافتاً إلى أن الدراسات الاجتماعية أثبتت أن إغلاق المحلات مبكراً له فوائد إيجابية، منها زيادة إنتاجية الموظفين، وتقليل تكاليف التشغيل وفواتير الطاقة، وتوفير أجور العاملين في الفترات التي يبقى فيها المحل مغلقاً، مؤكداً أن الإغلاق المبكر لا يؤثر سلبا على التجار؛ بل يزيد من أرباحهم.

وفيما يتصل بالمستهلكين، قال الكلثم إن السلوك الاجتماعي الحالي جعل من التسوق مسألة ترفيهية، وليس لقضاء الحوائج، موضحاً أن هذا القرار يجعل من قرارات التسوق قرارات مدروسة، وتتركز على الاحتياجات الفعلية، الأمر الذي يساعد الأسر والأفراد على توفير المبالغ التي كانت تُصرف على الكماليات والحاجيات غير الضرورية الناتجة عن "التسوق الترفيهي".

أما الأثر الإيجابي للإغلاق المبكر على العاملين، فأوضح الكلثم أنه سينهي السلبيات المترتبة على عمل الموظفين لساعات متأخرة، كتغيبهم لساعات طويلة عن عائلاتهم وأطفالهم، وخاصة الموظفين السعوديين المرتبطين بالتزامات أسرية واجتماعية.

وتوقع الكلثم أن ينعكس هذا القرار على السلوكيات الاجتماعية العامة لدى المجتمع السعودي؛ إذ إنه سيحدّ من ثقافة الاستهلاك وشراء الكماليات، ويساعد على تنظيم الحياة اليومية ومواعيد النوم ويقلل من السهر لساعات متأخرة.