أكد إمام المسجد الحرام الشيخ فيصل غزاوي أن أغلى ما يملكه المسلم في هذه الحياةِ دينه، فهو بمثابة الروح للجسد، وسبب سعادته وفلاحه، وسبيلُه إلى الجنة، وأن من لقي الله بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بدين على غير شريعة الإسلام فلن يقبل منه.
وأوضح أن على المؤمن أن يحرِص على إصلاح دينه، وذلك بأن يوفَق العبد إلى التمسك بالكتاب والسنة وفق هدي السلف الصالح والتابعين في كل الأمور، بركنين عظيمين هما الإخلاص لله والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم؛ فهما عصمة للعبد من الشرور كلها.
وأضاف أن المصيبة في الدين أعظم المصائب؛ وهي إمَّا أن يُبْتَلى المرء بالمعاصي كأكْل الحرام واعتِقاد السوء، أو يُبْتَلى بما هو أعظم من ذلك كالشِّرْك والكُفْر والنِّفاق وما أشبه ذلك، ومن عزّ عليه دينه هانت عليه نفسُه، مؤكدا أن المبتلى في دينه، أخطرُ من المبتلى في بدنه، وداءَه أعظم.
وبيّن الشيخ فيصل بن جميل غزاوي أن المؤمن يخاف كل سبب يفسد دينه ومن صور إفساد الدين أن يعمِد بعض الناس ممن رق دينه وضعف الوازع الديني عنده إلى أن يختار من فتاوى العلماء وآراء المفتين ما يروق له لسهولتها وموافقتها هواه، وقد انتشرت هذه العادة السيئة وللأسف حتى صار بعضهم يبحث في المسائل التي اشتهر المنعُ فيها ليجد رأيا آخر ومذهبا يرخصُ له في فعل ما نُهي عنه لغرض اتباع هواه وإشباع شهوته عياذا بالله.
وأوصى فضيلته المسلمين باستشعار نعمة الإسلام، وأن المسلم الحق هو من عرف قيمة دينه واستشعر مكانته، واعتز به وتحلى بآدابه وسعى في إظهار محاسنه والدعوة إليه، وبثه ونشره، ونافح عنه، ولم يكن ممن هان عليه دينه وأصبح يخجل منه ويتحرج من أحكامه ويستهين بشيء من شعائره.