على مرمى حجر؛ من محكمةٍ يُفترض أن تكون ملجأً لحلحلة أعقد قضايا العالم، وتشكل أحد صور العدالة في هذا العالم الفسيح "محكمة العدل الدولية"، أعادت تظاهرة في مدينة "لاهاي" الهولندية، للواجهة من جديد، مشهد يختصر "الكراهية"، من خلال تكرار تدنيس المصحف الشريف، من قبل ناشطٍ، ينتمي لليمين المتطرف.
والتفاصيل تؤكد، إقدام ناشط هولندي ينتمي لحركة "بيغيدا" اليمينية المتطرفة، إدوين فاغنسفيلد، على تمزيق نسخة من القرآن الكريم، يرافقه شخصين آخرين، فيما تواترت أنباء عن محاولة معترضون على هذا التصرف منعه، إلا أن الشرطة الهولندية حالت دون ذلك.
وبحسب وكالات أنباء عالمية، فإن الشرطة مزودة بالدروع؛ منعت محاولة البعض مطاردة "فاغنسفيلد" بالحجارة أثناء مغادرته من أمام مقر السفارة التركية، في حين لجأت لإغلاق الطريق المؤدي إلى الشارع الذي تقع فيه السفارة.
وبررت الحكومة الهولندية، هذه الواقعة، بقولها إنها ترفض هذه التصرفات بشدة، وتدينها، لكنها لا تملك صلاحيات قانونية لمنعها.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد بها دول أوروبية حادثةً كهذه، من شأنها أن تؤدي إلى استفزاز مشاعر أكثر من مليار مسلم، بينما تتمترس الحكومات وراء ما يسمى بـ"حرية التعبير" تارةً، وتارةً أخرى وراء عدم دخول منع مثل هذه التظاهرات التي في الغالب ما شهدت تكرار لحرق أو تمزيق المصحف الشريف، ضمن صلاحياتها، حسب القوانين التي تُرجع ذلك للشرطة المحلية للمدينة التي تشهد التظاهرة.
وكانت دول ومنظمات إسلامية قد استنكرت بشدة تكرار هذه الحوادث، التي من شأنها تكريس الكراهية، من خلال خلق حالة من الفرقة الإنسانية بين أتباع الأديان.