يحتفي العالم في 19 أغسطس من كل عام باليوم العالمي للعمل الإنساني، وتم اعتماده في أعقاب هجوم ببغداد في عام 2003؛ أسفر عن مقتل 22 عاملاً في مجال الإغاثة الإنسانية بمن فيهم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق آنذاك، سيرجيورفييرا دي ميلو.
ولكنْ للسعوديين موعد مختلف مع هذا التاريخ، وللمملكة جهود عظيمة في العمل الإنساني، قد لا يكفيها يوم واحد، فهي السباقة والداعمة الأولى للعمل الإنساني مستمدة ذلك من قيم الدين الإسلامي الحنيف الذي يحث على عمل الخير.
ولمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية جهود مشهودة في العمل الإنساني والإغاثي، فمنذ تأسيسه، في عام 2015 بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كانت رسالته واضحة تتمثل في تقديم المساعدة وتنسيق العمل الإنساني والإغاثي على مستوى دولي، والحرص على ضمان وصول المساعدات للفئات المحتاجة.
ومن جهود المركز؛ تقديم الإغاثة والأعمال الإنسانية لأكثر من 92 دولة حول العالم، بنحو 2.5 ألف مشروع منجز وقيد التنفيذ وبتكلفة إجمالية تقدر بأكثر من 6.2 مليار دولار، ويتصدر تلك المشاريع من حيث التكلفة الأمن الغذائي بعدد 781 مشروعا وتكلفة إجمالية بنحو 2 مليار دولار، تليها مشاريع الصحة بـ 830 مشروعا وتكلفة إجمالية بنحو 1.2 مليار دولار، بينما جاء التعليم ثالثا بـ 125 مشروعا وبتكلفة إجمالية بأكثر من 227 مليون دولار.
وكان للأشقاء في اليمن النسبة الأعلى من مشاريع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بعدد 814 مشروعا وتكلفة إجمالية تقدر بأكثر من 4.25 مليار دولار، وأما الأشقاء في سوريا فهم يحتلون المركز الثاني من ناحية الدعم المقدم؛ بعدد 290 مشروعا بتكلفة إجمالية بأكثر من 372 مليون دولار.
وهذه الأيادي البيضاء لم تقتصر على الأشقاء فقط، فهناك مساعدات إنسانية للعديد من دول العالم من الشمال أوروبا وتحديداً أوكرانيا وحتى أمريكا الجنوبية وتحديداً الأوروغواي.
ويعود تاريخ المملكة الإنساني إلى منتصف القرن الماضي؛ حيث قدمت منذ عام 1950م مساعدات إنسانية دولية لضحايا فيضانات البنجاب رغم محدودية الدخل آنذاك، وفي عام 1974م أنشأت المملكة الصندوق السعودي للتنمية بهدف تحفيز النمو الاقتصادي في الدول النامية حيث وصل خلال 4 سنوات إلى 55 دولة، وصولًا إلى عام 1999م الذي تبنت فيه المملكة تبرعات رسمية وشعبية لضحايا حرب كوسوفو، وفي عام 2004م قدمت المملكة تبرعات لضحايا تسونامي المحيط الهادي.
وبلغ حجم المساعدات السعودية بين عامي 1996- 2021م؛ 94.6 مليار دولار استفاد منها 165 دولة حول العالم، مما جعل المملكة نموذجًا للعمل الإنساني المحايد والمشرف.
كما قدمت المملكة تبرعات لضحايا إعصار سدر في بنغلاديش عام 2007م، وفي عام 2008م قدمت تبرعات لضحايا زلزال الصين، وضخت لبرنامج الأغذية العالمي 500 مليون دولار أمريكي وهو التبرع الأكبر في تاريخ البرنامج، كما قدمت في عام 2014م تبرعات لمساعدة النازحين العراقيين بقيمة 500 مليون دولار.
وقدمت المملكة عبر مشاريعها وبرامجها المختلفة مساعدات؛ بإجمالي يصل إلى أكثر من 87.2 مليار دولار، ما يعادل أكثر من 237 مليار ريال، تشمل المشاريع والمساهمات الإنسانية والتنموية والخيرية، والمساهمات في المنظمات والهيئات الدولية، والخدمات المقدمة للزائرين "اللاجئين" بداخل المملكة.
وتُعَدّ جمهورية اليمن أعلى الدول تلقياً للمساعدات بأكثر من 21.2 مليار دولار، تليها جمهورية مصر العربية بأكثر من 14 مليار دولار، ثم سوريا بنحو 7.2 مليار، وباكستان بأكثر من 7 مليارات، ثم فلسطين بنحو 5.2 مليار، ولبنان بنحو 2.7 مليار دولار.
وفيما يتصل بالمشاريع الإنسانية والتنموية والخيرية، فقد استفادت منها 168 دولة بإجمالي يصل لنحو 66 مليار دولار، ما يعادل أكثر من 247 مليار ريال، وتعد جمهورية مصر العربية أعلى الدول المستفيدة بعدد 61 مشروعاً بتكلفة تزيد عن 14 مليار دولار، تليها اليمن بـ1122 مشروعاً بتكلفة تصل لنحو 11 مليار ريال، ثم باكستان بـ247 مشروعا بتكلفة تزيد عن 7 مليارات دولار، ثم فلسطين بـ273 مشروعا بتكلفة تصل لنحو 5.3 مليار، ثم لبنان بعدد 119 مشروعاً بتكلفة تصل لنحو 2.7 مليار دولار، إضافة بقية الدول الأخرى.
وفي جانب المساهمات في المنظمات والهيئات الدولية، فقد تم تقديم 782 مساهمة إلى 62 جهة بإجمالي 2.74 مليار دولار، وتأتي في مقدمة تلك الجهات، منظمة الأمم المتحدة بمساهمات بأكثر من 439 مليون دولار، ثم الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بأكثر من 328 مليون دولار، والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية بأكثر من 305 ملايين دولار، يليه البنك العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بنحو 239 مليون دولار، ثم البنك الإسلامي للتنمية بنحو 205 ملايين دولار، ثم بقية الجهات الأخرى.
وقدمت المملكة للزائرين "اللاجئين" بالداخل خدمات بنحو 18.6 مليار دولار، استفادت منها 3 جنسيات، اليمنية بأكثر من 10.4 مليار دولار، والسورية بنحو 5.9 مليار دولار، والروهنغيا بأكثر من 2.2 مليار دولار.
**carousel[304160,304164,304214,304209,304215,304210,304211,304212,304213]**