ألقى نجاح تحالف دعم الشرعية في اليمن باختراق قيادات ميليشيات الحوثي، والوصول للمطلوب الثاني، صالح الصماد، بظلاله المرعب على تحرك بقية قيادات الميليشيات التي بدأت تشعر بالخطر والإرباك، واختفت بشكل شبه كامل عن المشهد الميداني منذ الإعلان عن مقتل "الصماد" بغارات جوية في مدينة الحديدة غرب اليمن.

وغابت جميع قيادات الميليشيات الحوثية، الأربعاء، عن حضور المسيرة التي ظلت تحشد لها منذ أسابيع وأطلقت عليها "مسيرة البنادق"، بمدينة الحديدة، في مؤشر اعتبره مراقبون، دلالة واضحة على أن الرعب يسيطر على هذه القيادات وباتت تشعر بالخطر، مع تضييق الخناق عليها ميدانيا، واختراق تحصيناتها الأمنية استخباراتيا.

واكتفى القيادي الحوثي ورئيس ما تسمى اللجنة الثورية، محمد علي الحوثي، بالتحدث إلى المشاركين في المسيرة باتصال هاتفي من مكان غير معلوم، بعد أن كانت الحديدة التي تفرض عليها الميليشيات قبضة أمنية شديدة القمع، مسرحا آمنا لتحركات قادتها وفضاء مفتوح لاستعراضاتهم العسكرية والشعبية.

ووصف شهود عيان، الحضور والمشاركة في مسيرة الحوثيين بـ "الضعيف"، مقارنة بالتحشيد والأموال الطائلة التي خصصتها الميليشيات لهذه التظاهرة المسلحة الاستعراضية، ومحاولة استثمارها مصرع "الصماد" الذي كان يحضر لها قبل أن تباغته مقاتلات التحالف، في مدينة الحديدة، قبل أيام من موعدها.

وكانت قيادات الميليشيات تسعى من خلال التظاهرة المسلحة الاستعراضية في الحديدة، قبل أن يسيطر عليها القلق والارتباك بمقتل "الصماد"، إلى توجيه أي رسائل تسعى من خلالها للضغط على وقف العمليات العسكرية للجيش اليمني والتحالف، لانتزاع مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي من قبضتها، والذي سيشكل الضربة القاضية لانقلابها بقطع آخر شرايينها البحرية لتهريب السلاح الإيراني، واحد من أهم مصادر تمويل حربها ضد الشعب اليمني، وتهديد الملاحة الدولية، لابتزاز المجتمع الدولي.

ويستعد الجيش اليمني بدعم من التحالف لاستكمال تحرير الساحل الغربي ومدينة الحديدة ومينائها، عبر محورين الأول من حيس جنوبا والثاني من ميدي غربا، بحسب مصادر عسكرية.