أثار مريض نفسي - ثلاثيني العمر - حالة من الخوف بين قاطني عزيزية جدة بعد أن عمد على ملاحقة المارة وطرق أبواب البيوت واقتحام المحال التجارية، وروى المواطن أبو فيصل أحد سكان العزيزية (3 (لـ»المدينة» قصته قائلا: منذ 3 سنوات تقريبا بدأ هذا الرجل في إزعاج المارة في الطرقات وطرق أبواب المنازل الأمر الذي حفز الأهالي برفع شكوى إلى محافظة جدة، وبعدها بفترة بسيطة اختفى الرجل ليظهر من جديد منذ شهرين على اقتحام المحلات التجارية وأخذ ما يريد وأي محاولة لمنعه من ذلك تكون عاقبتها وخيمة حينئذ، لافتا إلى أن ذلك الشخص المشرد ليس متخذا من الأرصفة والطرقات مأوى له. وأكمل أبو فيصل لقد أدخل الرعب في قلوب الأطفال والنساء وعابري الطريق بشكل عام خاصة بعد تجرؤه بوعيه، مطالبا الجهات المعنية برفع الضرر الحاصل للأهالي في الحي وإحالة ذلك الرجل الهائم في الطريق إلى الجهة المختصة لعلاجه».

«المدينة» التقت ذلك الرجل والذي أطلق تحذيراته المتكررة للزميل المحرر من الاقتراب وبحذر شديد اقتربنا منه بعد تقديم الماء له، حيث تتضح من ملامحه الأولية أنه من جنسية آسيوية ويعاني من حالة نفسية سيئة كما أنه يتخذ من ظلال إحدى الأشجار مأوى له تارة، وتارة أخرى بجوار مسجد الحي، وفي ثنايا حديثنا معه طلب تقديم ثوب له ذا مقاس وسيع.

من ناحيته شرح مدير مستشفى الصحة النفسية بجدة الدكتور نواف الحارثي لـ»المدينة» آلية علاج الحالات النفسية الهائمة في الطرقات وتحت الجسور والتي يجب أن تكون محوّلة فقط من الشرطة وتكون بياناته معروفة لديهم وأضاف الحارثي: هذه الحالات الهائمة في الطرقات تقوم الشرطة بداية الأمر بالتحقق منها أمنيا ومعرفة هويتها وبياناتها الشخصية ومن ثم إحالتها إلى المستشفى بموجب خطاب رسمي، بعد ذلك
نقوم بالكشف الباطني عليه والتأكد من عدم وجود أي أمراض عضوية وفي حال وجود أي أمراض نقوم بدورنا لإحالته للمستشفيات العامة أولا».

ويكمل الحارثي آلية تشخيص الحالات فيقول: «أما في حال إذا كانت نتائج الكشف الباطني سليمة، فنقوم بمعالجة الحالة نفسيا وتقديم كل الخدمات النفسية لها حتى تمثل للشفاء، وبعد ذلك يتم استدعاء ذويه وأقاربه لاستلامه إذا كان سعوديا، وفي حال أنه لا يوجد له قريب فتتم إحالته حينها لإحدى الدور الاجتماعية بالتنسيق مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية،أما إذا كان غير سعودي فيُحال لإدارة الوافدين تمهيدا لترحيله
إلى بلاده».