روى الخطاط السوري الشيخ عثمان طه، الذي خطّ المصحف الشريف، موقفاً طريفاً ونادراً حدث معه أثناء كتابته للمصحف، كاشفاً عن الأمنية التي يتمناها قبل موته.
وقال طه، وفقاً لـ "سبق"، إنه ذات يوم كتب صفحة من القرآن وأكملها ثم ذهب وتوضأ وصلى الظهر في وقت وجيز، وعندما عاد فوجئ بأن الصفحة بيضاء والخطوط قد محيت تماماً، ليترك العمل وظل يتساءل يوماً كاملاً "هل تسلط علي الجن؟".
وأضاف طه أنه عند ذهابه للمسجد لأداء صلاة الفجر عرف كيف حدث هذا الأمر، مبيناً أن أجدادنا الخطاطين الكبار كانوا ينصحون بوضع شيء من العسل في الحبر عند كتابة شيء قيم ليعطي الخط بريقاً ويصبح أجمل، وهذا ما فعله، وبعد كتابة الصفحة ظل الحبر طرياً والتهم الذباب الخط كله.
ولفت إلى أنه يتمنى الحصول على الجنسية السعودية وقضاء ما تبقى من عمره في المدينة المنورة ويدفن فيها، مشيراً إلى أنه عُرضت عليه الجنسية من عدة دول ورفض، ولا يرغب بغير الجنسية السعودية وأن يجتمع مع أبنائه فيها، حيث غادروا جميعاً بسبب رسوم المرافقين.
وأوضح طه أن عمره 85 سنة قضى جلها في المملكة ولو كان لاعباً لكان أكثر حظاً لكنه راضٍ بما قسمه الله له، مضيفاً أنه رأى زوجته في المنام بعد وفاتها بشهر، وقالت له إنها سبقته بنيل شرف الموت في المدينة والدفن بالبقيع، متمنياً أن يدفن إلى جوارها، مشيداً بقيادة المملكة ودورها في العناية بالمسلمين.
يذكر أن الشيخ عثمان طه كتب أول مصحف لوزارة الأوقاف السورية عام 1970، قبل أن يأتي إلى المملكة عام 1988 ويُعين خطاطاً في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وكتب المصحف بالمجمع 17 مرة، وطبع منها ما يزيد على 200 مليون نسخة وزعت على مختلف دول العالم.