تحدث شاب من منطقة القصيم عن تبرعه لطفلة لا يعرفها بجزء من كبده، وكيف قلب هذا العمل الذي فعله ابتغاء وجه الله، حياته رأساً على عقب، إذ تحولت حالته للأفضل على جميع المستويات.

واسترجع الشاب تركي الغصن ذكريات ما حدث قبل 10 سنوات قائلاً: "لم أكن ناجحاً في دراستي، وكنت عاطلاً عن العمل، حاولت الانخراط في أكثر من نشاط تجاري لكن لم يحالفني التوفيق، وكنت دائماً أبحث عن الوظائف في الصحف، وفي إحدى المرات استوقفني إعلان عن حاجة طفلة للتبرع بجزء من الكبد، فقررت على الفور التبرع لها".

وأضاف تركي أنه لم يخبر أهله بهذا القرار، وأخذ من والده مبلغاً من المال، واستقل سيارة داتسون متهالكة وسافر بها إلى الرياض، وذهب للمستشفى العسكري حيث ترقد الطفلة، وعندها بدأ الطبيب يشرح له ما سيحدث في العملية، فرد عليه تركي قائلاً: "دام فيه بنج، خذوا مني اللي تبون وأعطوه للطفلة".

وأشار إلى أنه في ذلك الوقت لم يكن لديه أي أمل بالنجاح في الحياة، فكان يتمنى بينه وبين نفسه أن تنجح العملية، وتكون هذه البنت ناجحة في المجتمع وتخدم دينها ووطنها وأهلها وتفعل ما لم يستطع هو فعله.

وأكد أنه بعد نجاح العملية، جاءه اتصال من جهة كان تقدم للتوظيف لديها قبل سنوات من العملية، فطلبوا منه الحضور لإجراء مقابلة، فذهب وتم قبوله، وبدأت أموره تتحسن بشكل كبير وحصل على أكثر من ترقيه في العمل حتى أصبح رئيس قسم، بل وتزوج وأصبح يمتلك منزلاً وعدداً من المحلات، ووصف الطفرة التي حدثت في حياته بالقول: "تحققت الأشياء التي كنت أحلم بها، والحمد لله تيسرت كل أموري".

واختصر تركي الحديث عن تجربته هذه بأنها أجمل شيء فعله وغيّر حياته، وأنه مستعد للتبرع مرات أخرى، مشيراً إلى أنه يتواصل دوماً مع والد الطفلة ويعتبره مثل أخيه الأكبر.