أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، بأن هجوما إسرائيليا على منشآت عسكرية إيرانية جنوب دمشق أسفر عن مقتل 15 شخصا على الأقل؛ بينهم 8 إيرانيين.
وجاءت أنباء الهجوم الإسرائيلي على منطقة الكسوة في وقت متأخر من مساء أول من أمس بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني.
وقال «المرصد»؛ ومقره بريطانيا، إن الضربات الصاروخية أصابت مستودعات ومنصات إطلاق صواريخ وأسفرت عن مقتل 15 شخصا؛ منهم 8 إيرانيين. ولم تستطع «رويترز» التحقق من صحة التقرير بشكل مستقل.
وقال قائد في تحالف إقليمي يقاتل في صف دمشق إن إسرائيل قصفت قاعدة تابعة للجيش النظامي السوري ولم يسقط قتلى أو جرحى.
ورحبت إسرائيل بموقف ترمب المتشدد من الاتفاق النووي، لكن الموقف أثار مخاوف من احتمال تفجر مواجهات إقليمية.
وبعد بضع ساعات من إعلان البيت الأبيض الانسحاب من الاتفاق مساء الثلاثاء ذكرت وسائل إعلام سورية حكومية أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت صاروخين إسرائيليين.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على التقارير بعد فترة وجيزة من قوله إنه رصد «أنشطة مخالفة» للقوات الإيرانية في سوريا، وأعلن حالة تأهب.
وأمر الجيش السلطات المدنية في هضبة الجولان بإعداد الملاجئ للوقاية من القنابل ونشر دفاعات جديدة، وقام بتعبئة بعض من جنود الاحتياط.
وساعدت إيران و«حزب الله» المتحالف معها قوات النظام السوري بتقديم دعم حاسم في الحرب الدائرة في البلاد منذ 7 سنوات. ويثير ازدياد نفوذ إيران في سوريا قلق إسرائيل التي قصفت ما وصفتها بأنها تشكيلات لجنود إيرانيين أو عمليات نقل سلاح لـ«حزب الله» عشرات المرات أثناء الصراع.
وفي الشهر الماضي أصابت غارة جوية قاعدة قرب مدينة حمص السورية وقتلت 7 إيرانيين. وألقت طهران المسؤولية في الهجوم على إسرائيل، وقالت إنها سترد.
وقال خبراء إنه من المتوقع أن تظل المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية محدودة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، لكن الصراع بين العدوين سيتأجج في سوريا.
وتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى روسيا للضغط على رئيسها فلاديمير بوتين لاحتواء الإيرانيين على امتداد الجبهة السورية.
وقال محلل قريب من النظام السوري إنه يتوقع أن يتبادل العدوان «ضربات محدودة... مدروسة» في إطار الحرب السورية كوسيلة ردع. وأضاف: «واضح أن مخاطر المواجهة الكبرى يدركها الجميع... المواجهة الكبرى لا تريدها إيران، وإسرائيل تعرف عواقبها».
وساد الهدوء مرتفعات الجولان المحتلة التي سيطرت عليها إسرائيل في حرب عام 1967.
وقالت ديتي غولدشتاين، وهي مسؤولة سياحية محلية: «الأطفال في رياض الأطفال وجامعو المحاصيل في الحقول... كل الأعمال الزراعية مستمرة بشكل طبيعي، وكان هناك عدد محدود فقط من إلغاء الجولات السياحية».
لكن الخبراء ما زالوا يقولون إنهم يتوقعون تفجر الأوضاع. وقال غاري ساموري، الذي عمل نائبا لمستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جورج بوش الابن: «إسرائيل لديها التفوق العسكري وحرية تنفيذ مثل هذه الهجمات». وأضاف ساموري في مؤتمر أمني سنوي قرب تل أبيب، أن المقاتلين الذين نشرتهم طهران في سوريا سيقدمون إن عاجلا أو آجلا على شن هجمات على مواقع عسكرية إسرائيلية قرب الحدود.
لكنه تابع أن روسيا، وهي حليف رئيسي للأسد وذات نفوذ في سوريا، تريد أن تبقى الأمور «تحت السيطرة» وتجنب «حرب كبيرة بين إسرائيل وإيران» على الأراضي السورية.
وفي عام 2015 فتحت روسيا وإسرائيل خطا ساخنا لمنع وقوع اشتباكات على سبيل الخطأ بين قواتهما في سوريا.
وقال وزير المخابرات الإسرائيلي إسرائيل كاتس في حديث مع الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، (واي نت)، إن استراتيجية الحكومة هي «إخراج إيران من سوريا دون بدء حرب». وأضاف: «نريد أن يضطر الإيرانيون لاتخاذ القرار بالانسحاب استراتيجيا من سوريا».
وقال موقع «روسيا اليوم» إنه تحت العنوان أعلاه، كتب زاؤور كاراييف، في «سفوبودنايا بريسا»، حول أمل إسرائيل في موافقة موسكو على مهاجمة الإيرانيين في سوريا. وتساءل: «هل توافق موسكو على كل احتمالات التصعيد؟». وأضاف: «يطير نتنياهو إلى موسكو للمشاركة في (استعراض النصر). وعلى الأرجح سوف يستغل الفرصة للحديث مع فلاديمير بوتين حول مسائل مختلفة؛ بما فيها المسألة الإيرانية» ودور طهران في سوريا.
وأشار «روسيا اليوم» إلى أن إسرائيل «أعلنت عودة الحياة إلى طبيعتها في هضبة الجولان، بعد أن كانت قد استنفرت قواتها إثر رصد تحركات عسكرية قالت إنها إيرانية في سوريا».
وقالت إسرائيل إنه «في ختام تقدير الموقف بالقيادة الشمالية العسكرية، تقررت العودة إلى الوضع الاعتيادي في البلدات في هضبة الجولان، خصوصا في ما يتعلق بالدوام الدراسي وأعمال المزارعين». وأوضحت أن الرحلات ستسير بشكل طبيعي كالمعتاد بالتنسيق مع الجيش، مشيرة إلى أنه سيتم إغلاق عدة مواقع سياحية بشكل محدد.
وكانت إسرائيل قد أعلنت حالة الاستنفار أول من أمس بعد أن رصد الجيش الإسرائيلي «نشاطات غير عادية للقوات الإيرانية في سوريا».