استضاف برنامج "من الصفر" الذي يُبث على قناة "إم بي سي" رجل الأعمال علي بن سليمان الشهري، الذي تحدث عن بداياته وبعض ذكرياته في رمضان في قريته.
وقال الشهري إنه خرج من قريته تنومة (محافظة تنومة حالياً) بمنطقة عسير عندما كان عمره ثلاثة عشر عاماً، في وقت كانت الهجرة والسفر والاغتراب لطلب الرزق أمراً شائعاً.
وعند وصوله إلى الرياض، توجه لشارع الريل الذي كان مركز الأعمال في المدينة، والتقى مالك إحدى المطابع وطلب منه أن يعمل عنده؛ فأوكل صاحب المطبعة إلى مديرها تدريبه على طرائق وفنيات تجليد الكتب.
ولم يتجاوز أول راتب تسلمه الشهري ستين ريالاً كانت تعينه على العيش في "صندقة" يشترك فيها معه عدد من أبناء قريته، وكانت تفتقر لأبسط مقومات الحياة، فلا توجد بها دورة مياه على سبيل المثال، وكان ساكنو "الصندقة" يتشاركون في توفير مبلغ يكفي لإعداد وجبتي غداء وعشاء متواضعتين.
واستعرض الشهري حياة القرية التي عاشها طفلاً، من حراثة الأرض لتوفير الطعام، واستخدام الثيران في تهيئة الأرض (البلاد كما يسمونها في لهجة بني شهر) واستصلاحها، وكيف كان يبيع في سوق "سبت تنومة" التاريخي الذي كان منزل عائلته يطل على ساحته، حيث كان يسعى لتوفير مبلغ زهيد من المال.
وعن ذكرياته مع شهر رمضان، قال رجل الأعمال إن منزل أسرته مجاور للمسجد، وكان من واجباتهم بحكم هذا الجوار توفير المياه من بئر مزرعتهم للمصلين؛ فكان يسعد باستخراج الماء من البئر باستخدام الثيران؛ لملء خزان المسجد خدمةً للمصلين.
وذكر أن أطفال القرية كانوا يسعدون بقدوم شهر رمضان ويبكّرون في الحضور للمسجد؛ إذ إن الإمام كان يوزع ثلاث تمرات بعد صلاة المغرب على كل طفل يحضر صلاة الجماعة، وكان التمر يجيء من الأحساء عن طريق الدولة التي تضعه تحت تصرف الإمام؛ لتوزيعه كيفما يشاء خلال شهر رمضان.
وعن عودته للقرية بعد فترة من الاغتراب، استذكر الشهري أنه أرسل بشيراً لقريته ليبلغهم بقدومه، وعندما اقترب من القرية سمع أصوات إطلاق النار الترحيبية فرد عليها بإطلاق النار، ولما وصل وجد جماعته مصطفين للترحيب بقدومه وينشدون أهازيج شعبية خاصة.
ولم يخفِ رجل الأعمال سعادته باللقب الذي خلعه عليه أهالي محافظة تنومة بعدما أقاموا له حفلاً كبيراً ولقبوه بـ"ابن تنومة البارّ" نظير ما قدم للقرية من مبادرات، مؤكداً أن هذا التكريم لا يمكن أن يعدله مال ولا فخر.