أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية، الثلاثاء، سحب آخر قواتها من مدينة منبج السورية التي هددت تركيا مرارا بشن عملية عسكرية ضدها، قبل أن تتفق لاحقا مع الولايات المتحدة على "خريطة طريق" بشأنها.
وقالت الوحدات الكردية، التي تعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية" وتخشى أن تؤسس حكما ذاتيا كرديا على حدودها، في بيان، إنها بعدما أبقت لعامين على مدربين عسكريين في مدينة منبج بعد طرد المتطرفين منها لتدريب مقاتلين محليين، "قررت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب سحب مستشاريها العسكريين من منبج".
وكانت الولايات المتحدة وتركيا اتفقتا، الاثنين، على خريطة طريق لمدينة منبج بشمال البلاد، وأكدتا التزامهما المشترك بتنفيذها، وذلك عقب اجتماع بين وزيري خارجية البلدين في واشنطن، حسبما ذكر بيان مشترك.
وقال البلدان، في بيان مشترك، إن وزيري الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو والأميركي مايك بومبيو ناقشا أيضا مستقبل التعاون بين بلديهما في سوريا والخطوات، التي يتعين اتخاذها لضمان الاستقرار والأمن في منبج.
ولم يفصح البيان بشكل دقيق عن كيفية حل تركيا والولايات المتحدة مسألة منبج أو تفاصيل الخطوات التالية، فيما يسمى بخارطة الطريق.
وقال تشاووش أوغلو، في مؤتمر صحفي بواشنطن، إن "الهدف من خريطة الطريق تلك هو تطهير منبج من كل التنظيمات الإرهابية وإحلال الأمن والاستقرار بشكل دائم".
وتأتي هذه الخطوة، التي تسعى إليها تركيا منذ فترة طويلة، في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين توترا بسبب السياسة الأوسع المتعلقة بسوريا، وبسبب القرار الذي اتخذته واشنطن في ديسمبر بنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس.
وتشعر تركيا باستياء من دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وهددت بنقل هجومها في منطقة عفرين إلى منبج، مما يهدد بحدوث مواجهة مع القوات الأميركية المتمركزة هناك.
وتعتبر واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية حليفا رئيسيا في قتال تنظيم داعش.