في بلد يفتقد إلى الأمن مثل أفغانستان، تصبح المهمات الأساسية كشراء المواد الغذائية أو الملابس تحدياً خطراً، إذ يخشى سكان المدينة من التجول فيها، خاصة في شهر رمضان، بسبب خطر التفجيرات التي لطالما شهدتها المنطقة في ذلك التوقيت، فضلاً عن التحرش الجنسي وغير ذلك من الأعمال الإجرامية.
لذلك بات كثير من الأفغان من سكان العاصمة كابول يلجأون مؤخراً إلى التسوق عبر الإنترنت، حيث يمكنهم شراء ما يرغبون دون الحاجة لمغادرة بيوتهم.
يجني الشاب عصمة الله (27 عاماً) ربحاً وفيراً في رمضان من متجره الإلكتروني "أفغان مارت" في كابول، الذي أسسه قبل عام برأسمال 500 ألف أفغاني (سبعة آلاف دولار).
وقال عصمة الله إنه يتلقى طلبات شراء عبر الهاتف من نحو 50 عميلاً يومياً خلال شهر رمضان بعد تفقد موقع متجره الإلكتروني.
ويعكس نجاح متجره اتجاهاً أوسع بين المتسوقين في العاصمة الأفغانية، الذين يحرصون على شراء كل شيء من الغذاء إلى الملابس. ويرجع تزايد أعداد المتسوقين على الإنترنت لمحاولة تفادي التفجيرات والتحرش الجنسي.
كما قال أجمل جان، أحد عمال توصيل الطلبيات، إن ركوب الدراجة النارية في شوارع مدينة مثل كابول، حيث يحدق الخطر بالسكان في كل ركن، يمثل تحدياً كبيراً.
وأضحت مشكلة الأمن مثار قلق في المدينة حيث تتوالى التفجيرات التي يتبناها تنظيم طالبان الإرهابي.
ولا يزال الطلب يتزايد وينمو، إذ تؤكد سهد أميري، إحدى المتسوقات على الإنترنت، أن خدمات التبضع الإلكتروني والتوصيل مصدر راحة كبيرة لأسرتها.