وجدت دراسة أمريكية حديثة أجراها باحثون من جامعة آيوا، أن التوحد قد يحدث بالفعل بسبب الحساسية الغذائية.
وطبقا للدراسة التي أجريت على ما يقارب 200 ألف طفل، فإن أولئك الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد، كانوا أكثر عرضة بمرتين ونصف من غيرهم للإصابة بحساسية الغذاء.
واستنادا إلى النتائج الجديدة التي توصلت إليها الدراسة، قال الدكتور واي باو، وهو اختصاصي في علم الأوبئة في جامعة آيوا: "من الممكن أن يكون للاضطرابات المناعية عمليات تبدأ في وقت مبكر من الحياة، تؤثر بعد ذلك على نمو الدماغ والأداء الاجتماعي، ما يؤدي إلى تطور اضطراب طيف التوحد".
وأضاف قائلا: "لا نعرف أيهما يأتي أولا، حساسية الغذاء أم اضطراب طيف التوحد، لذلك هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات للأطفال منذ ولادتهم، لتحديد ذلك".
وحللت الدراسة المعلومات الصحية التي جمعتها الدراسة الاستقصائية الوطنية للصحة (NHIS)، وهي مسح سنوي للأسر الأمريكية تجريه مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
وتوصل الباحثون إلى أن 11.25% من الأطفال الذين تم تشخيصهم بأنهم مصابون بالتوحد، يعانون من حساسية تجاه الطعام، أكثر بـ 4.25% من الأطفال الذين لم يتم تشخيص إصابتهم بالتوحد، ولديهم حساسية تجاه الطعام.
ونظرا لأن الدراسة مبنية على نتائج المسح فقط، لم يتمكن فريق الدكتور باو من إثبات ما إذا كانت هناك علاقة سببية بين التوحد والحساسية الغذائية، إلا أن الدراسات السابقة اقترحت أن زيادة إنتاج الأجسام المضادة، وردود الفعل المفرطة للنظام المناعي، تسبب اختلال وظائف المخ وتشوهات عصبية وتغييرات في بيئة القناة الهضمية، ما يؤدي إلى حساسية الغذاء.
ووجد الباحثون أيضا أن 18.73% من الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من الحساسية التنفسية، مقابل 12.08% من الأطفال الذين لا يعانون التوحد ومصابون بالحساسية التنفسية.
وكان هناك 16.81% من الأطفال المصابين بالتوحد لديهم حساسية جلدية، مقابل 9.84% من أقرانهم غير المصابين بالتوحد.
وحساسية الغذاء عبارة عن رد فعل مبالغ فيه من جهاز المناعة على أكل معين، وتظهر هذه الحساسية بشكل سريع، أي بعد تناول الطعام المسبب للحساسية في غضون ثوان أو بعد ساعتين كحد أقصى.
وتظهر الحساسية على شكل طفح جلدي أو ضيق في التنفس، وصعوبة في البلع، أو تورم في الشفاه أو الأسنان أو الحلق، وانخفاض مفاجئ في ضغط الدم، وآلام في المعدة، وإسهال.