قال مدير منتخب ألمانيا أوليفر بيرهوف، إن الفريق كان عليه التفكير في استبعاد لاعب الوسط مسعود أوزيل من تشكيلته في كأس العالم لكرة القدم، بعد الضجة التي أثارتها صورة اللاعب مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وتعين على أوزيل، وهو لاعب أساسي في تشكيلة ألمانيا الفائزة بكأس العالم 2014 وزميله إيلكاي غوندوغان، وهما من أصول تركية، مواجهة انتقادات حادة في ألمانيا بعد التقاط صورة لهما مع إردوغان في لندن في مايو (أيار).
وخرج المنتخب الألماني من دور المجموعات في كأس العالم بروسيا بعد عدة عروض باهتة، محققاً أسوأ نتيجة له في بطولة كبرى منذ 80 عاماً. ولعب أوزيل أساسياً في المباراة الأولى التي خسرتها ألمانيا على نحو مفاجئ 1 - صفر أمام المكسيك، وكان ظلاً للاعب المبدع الذي تألق قبل أربع سنوات، ليقود ألمانيا لإحراز لقبها الرابع في كأس العالم.
واستبعد من المباراة التالية التي فازت بها ألمانيا في الثواني الأخيرة على السويد، لكنه عاد للتشكيلة الأساسية في المباراة الأخيرة بالمجموعة ضد كوريا الجنوبية، ولم يترك أي بصمة، ليخسر المنتخب الألماني 2 - صفر ويودع البطولة. وقال بيرهوف في مقابلة مع صحيفة «دي فيلت»، أمس، «حتى الآن لم نرغم أي لاعب في المنتخب الوطني على فعل شيء لكننا حاولنا دائماً إقناعهم». وأضاف: «لم ننجح في ذلك مع مسعود، لذا ربما كان من المفترض أن ندرس اللعب من دونه (في كأس العالم)».
ورد غوندوغان وقتها وأصدر بياناً شرح فيه موقفه، وقال إنه لم يقصد أن يصنع مسألة سياسية بهذه الصورة. لكن أوزيل لم يعلق مطلقاً حتى بعد أن قابل الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير، ولم يشارك في اليوم الإعلامي في معسكر الفريق التدريبي بإيطاليا قبل كأس العالم. وواجه اللاعبان صيحات استهجان خلال مباريات ودية قبل البطولة. وتابع بيرهوف: «نريد لاعبين يفكرون بطريقتهم ويقولون ما يحلو لهم. نريد تصريحات أمينة وليس تصريحات معدة لشيء ما. لكن الحقيقة أن مسعود، لأسباب معينة، لم يقل ما الذي طلب منه».
واستشاط العديد من المشجعين والساسة في ألمانيا غضباً من الصور التي ظهر فيها اللاعبان مبتسمين، وهما يقدمان لإردوغان قميصي نادييهما في الدوري الإنجليزي الممتاز آرسنال ومانشستر سيتي. واستخدم غوندوغان كلمة «رئيسي» عندما أشار إلى إردوغان في رسالة. وأثارت الصور عاصفة من الانتقادات من النواب من مختلف الأطياف السياسية الألمانية، إضافة للاتحاد الألماني لكرة القدم، وقالوا جميعاً إن إردوغان لا يحترم القيم الألمانية.
وقال بيرهوف «أعتقد أن صور مسعود وإيلكاي لم تزعج الفريق لكن الجدل كان مستمراً. أدركت متأخراً أنني كان يجب أن أحاول حسم هذه المسألة بشكل أكثر وضوحاً». وتدهورت العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا على مدار العامين الماضيين بعد حملة حكومة إردوغان على المشتبه في دعمهم لمحاولة انقلاب فاشلة في يوليو 2016.