كان الهولندي المولد، المغربي الأصل، نور الدين في أكاديمية أياكس الشهيرة مطلع الألفية الحالية، ويمني النفس بالسير على طريق الأسطورة يوهان كرويف ودينيس بيركامب وكلارنس سيدروف، لكن النادي الهولندي طرده من الأكاديمية بسبب تعرض ركبته إلى حالة طبية تؤثر فيها خلال الحركة.

وعندما كان أمرابط، لاعب النصر السعودي الجديد، في عمر 13 شخصا بإصابته بداء أوزغود-شلاتر، والذي يؤثر في الركبة بشكل كبير، فتسوء حالة المريض مع الحركة والنشاط وتتحسن مع الراحة، ليتحطم حلم الصبي في لعب كرة القدم.

ويستذكر أمرابط مشاعره بعد خروجه من أياكس:"كان شعورا صعبا جدا، كنت أتدرب في سبورت كومبلكس دي تويكمست، وهو يبعد عن ملعب النادي بمئات الأمتار، ولأنك ترى الاستاد بشكل يومي فقد كان حلما أن ألعب هناك في يوم ما، إلا أنه لم يتحقق".

وولد نور الدين في ناردين بشمال هولندا عام 1987، كفرد من عائلة بسيطة من الطبقة المتوسطة، وعاش الفتى محاطا بالمشاكل التي هددت مشواره الكروي بشكل كبير، بدءا من استغناء أياكس عن خدماته وصولا إلى عمله في المطعم وتغيير خططه من الدراسة للعودة إلى لعب كرة القدم.

وتحولت حياة أمرابط تماما بعد أن نصحه والده بالعمل في مجال آخر واللعب لدوري الهواة، ليقرر الابن اللعب لهويزن وفي الوقت نفسه كان يجهز الحلوى ويغسل الصحون وينظف مدرسته بالمكنسة، كما عمل في أحد المطاعم الإندونيسية في هولندا كغاسل للصحون ومنظف لدورات المياه، ولكن عندما بلغ الـ17 قرر الدخول في مجالات إدارة الأعمال والاقتصاد والقانون.

وبدأ بعدها بإقناع نفسه بأن الدراسة والشهادات هي التي ستنقذ مسيرته، فقرر دراسة إدارة الأعمال والاقتصاد والقانون، إلا أنها لم تدم طويلا بعد أن أعاد اكتشاف نفسه بقميص أومني ورلد في الدرجة الثانية الهولندية، ليتحقق حلم كروي كبير بعدها بعامين، وهو اللعب في بطولة دوري أبطال أوروبا بقميص أيندهوفن، أحد أكبر أندية هولندا.

ويقول أمرابط في أحد لقاءاته السابقة "أنا شخص متواضع، سواء كنت في الدرجة الثانية أو غاسلا للصحون أو أول لاعب في واتفورد، فيجب أن تؤدي عملك على أكمل وجه، وهذا ما أفعله دائما". وبعد أن كان مرابط أحد أبرز لاعبي منتخب المغرب في كأس العالم 2018 في روسيا، فقد حقق بشكل مشابه لما كان يشاهده في مونديال 1998 "أتذكر مباراتنا أمام أسكتلندا، عندما فزنا بثلاثية نظيفة، الجميع كان سعيدا، وأيضا خسارتنا أمام البرازيل، ومشاهدة رونالدو يلعب أمامنا، وأيضا هدف حجي الجميل في شباك النرويج".