انتقد الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي ردة فعل الحكومة على الاحتجاجات التي تشهدها البلاد والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الشعب منذ عدة شهور بسبب انهيار العملة الإيرانية والغلاء المعيشي وارتفاع نسبة البطالة في إيران، معتذراً عما آلت إليه الأوضاع.

وكانت مظاهرات خرجت في أنحاء مختلفة من إيران بينها طهران واصفهان وكرج احتجاجا على ارتفاع التضخم لأسباب من بينها تراجع قيمة الريال بسبب مخاوف إعادة فرض العقوبات الخانقة في السابع من أغسطس آب.

وفي بيان نشره موقع محمد خاتمي الإلكتروني من خطابه أمام مجموعة من الشباب أمس، قال خاتمي "لقد تراجعنا كثيرا في حربنا ضد الفساد وتوفير العدالة في المجتمع والتي تعد الركيزة الأساسية لمبادئنا".

يشار إلى أن خاتمي هو الرئيس الخامس للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وينظر إليه كأحد أبرز وجوه التيار الإصلاحي، وقد شهدت بلاده في عهده انفتاحاً على الغرب، وأصبح أحد رموز المعارضة على خلفية انتقاده السلطات لقمعها المتظاهرين بعد انتخابات 2009.

وقال خاتمي في بيانه، إن بلاده عادت مئة عام للوراء في مجال الديمقراطية والعدالة، مؤكداً على أن الفساد، مثل "الطوفان، يهدد إيران والثورة الإيرانية".

كما انتقد خاتمي أداء رجال الدين الإصلاحيين على اعتبار أنهم القوة الرئيسة التي يعوّل عليها في "إنقاذ إيران"، مطالباً الإصلاحيين بالتفاعل مع جميع القوى الوطنية لإحداث التغيير المنشود والعودة بالبلاد إلى الديمقراطية.

وطرح خاتمي خارطة طريق للخروج من المأزق السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تمر فيه البلاد، مشدداً على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وتقريب وجهات النظر بين التيارات السياسية في البلاد وإعادة النظر في أداء وسائل الإعلام.