يُعيد 9 أغسطس من كل عام ذكرى مؤلمة على اليابانيين، وهي إلقاء القوات الأمريكية القنبلة الذرية الثانية على مدينة ناغازاكي، بعد أن سبق وأسقطت الأولى على مدينة هيروشيما قبلها بثلاثة أيام فقط، خلال الحرب العالمية الثانية.

وتمر هذا العام الذكرى رقم 73؛ حيث أقام اليابانيون مراسم تأبين في مدينة ناغازاكي في الموقع الذي أسقطت فيه القنبلة يوم 9 أغسطس عام 1945م، ولأول مرة شارك فيها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، وآلاف الحضور من كبار الشخصيات في أكثر من 70 دولة.

وصمت متنزه السلام في المدينة في تمام الساعة 11:02 صباحًا، وهي بالضبط اللحظة التي انفجرت فيها القنبلة، فمات أكثر من 70 ألف شخص مباشرة، إضافة إلى العديد من الآثار التي أصابت آخرين، على المدى الطويل. كما توفي 3511 خلال سنة، ممن نجوا من التفجير المباشر.

ويروي تيرومي تاناكا، أحد الناجين من تفجير القنبلة الذرية بعض ما رآه وعاشه في ذلك اليوم بأنه لا يستطيع أن يمحو من ذاكرته المشهد المروّع الذي شاهده في منطقة أوراكامي في ذلك اليوم؛ ففي غضون ثوانٍ، سلب تفجير القنبلة الذرية آلاف الأرواح وأصاب عددًا كبيرًا، وسيظل ذلك الكابوس يطارد كل "هيباكوشا" حتى يموتوا. وكلمة "هيباكوشا" تطلَق على الناجين من التفجير ذلك اليوم، مضيفَا أن تلك الفعلة لا يمكن أبدًا أن يسامح فيها.

وكان عمر تاناكا وقت التفجير 13 عامًا، وفقد 5 من أقاربه في ذلك اليوم، وكوّن مجموعة وطنية من الناجين من القصف منذ ما يقرب من عقدين وكرّس حياته ليروي قصته للناس في جميع أنحاء العالم.

وأعلنت اليابان استسلامها في الحرب بعد قصف ناغازاكي بواسطة الطائرة الأمريكية "بي 29"، التي ألقت القنبلة "الرجل البدين" بقوة 22 ألف طن من المتفجرات، لتدمر نحو نصف المدينة، وأكد الإمبراطور الياباني هيروهيتو أن استمرار الحرب سيؤدي إلى القضاء على الشعب الياباني، معلنًا اتخاذه قرار الاستسلام دون أي شروط.