لم يعد أمس الشباب أشبه بـ "يومه"؛ حيث إن الفريق الذي استهل الموسم الماضي بالفوز في أول 6 مباريات، لا يزال يبحث عن أول فوز هذا الموسم وسط سلسلة من النتائج السلبية التي هوت به إلى مراكز الهبوط مبكرًا.
ويحل فريق الشباب في المركز السابع عشر "قبل الأخير" في جدول الترتيب بعد 5 جولات من دوري روشن للمحترفين بنقطتين فقط بعد التعادل في لقاءات وتجرع مرارة الهزيمة في 3 لقاءات، فيما لم يسجل هجومه سوى 4 أهداف بينما تلقت شباكه 12 هدفًا كأضعف خط دفاع بين أندية الدوري.
ولم يكن أكثر المتشائمين من جماهير الشباب يتوقع تلك البداية المخيبة للآمال في الدوري، فعلى الرغم من أن "ميركاتو" الفريق لم يشهد صفقات قوية - سوى صفقة كويلار لاعب الهلال - إلا أن المردود الطيب الذي قدمه "الليوث" في كأس الملك سلمان للأندية العربية ووصوله إلى نصف النهائي، منح الجماهير بعضًا من الطمأنينة بشأن قدرة الفريق على تقديم مستويات قوية في الموسم الجديد، لاسيما بعدما توسموا خيرًا في المدرب الجديد مارسيل كايزر.
ومع انطلاقة دوري روشن تعثر الشباب في مستهل مشواره بالتعادل أمام الأخدود الوافد الجديد إلى دوري الأضواء، الأمر الذي أثار موجة من التساؤلات بين الجماهير حول أسباب التباطؤ في إبرام الصفقات القوية لتدعيم الفريق في هذا الموسم الصعب.
ومع تذبذب نتائج ومستوى الفريق بدأت الأنباء تخرج بشأن قرب رحيل مدافع الفريق الدولي حسان تمبكتي وسط اهتمام من أندية الهلال، النصر والاتحاد، لتندلع أزمة بطلها رئيس النادي الأسبق خالد البلطان الذي استهجن مناقشة رحيل تمبكتي، كاشفًا عن تفاصيل تجديد عقد حسان تمبكتي إبان فترة رئاسته للنادي، حيث كشف أنه أنفق 10 ملايين ريال في يناير الماضي من أجل إبقائه في النادي.
وقال البلطان في تصريحات تلفزيونية: "تمبكتي كان راتبه 33 ألف ريال شهريًا ووصل لـ 850 ألف .. إذا كان تمبكتي يعتقد أن الكذب علي طريقه للخروج عليه أن يخاف الله فيني .. أنا تركت الرياضة ولكن لا يضطروني للعودة حتى لا أجعلهم يندمون".
وأضاف: "تعاملت مع حسان تمبكتي بكل شهامة وقت إصابته ولم أفاوضه وقت ضعفه .. إذا أردت الخروج لا تذكر اسمي.. حسان أنت لاعب صغير والمستقبل أمامك لا تبني مسيرتك على كذبة".
ومع تصاعد التصريحات المتبادلة، قرر خالد الثنيان رئيس النادي - الذي تم حل مجلس إدارته منذ أيام - الموافقة على عرض نادي الهلال لشراء عقد تمبكتي، وهو ما أثار أزمة كبرى داخل النادي بعدما كشف بعض أعضاء هيئة الشرف عن أن عرض الهلال لم يكن هو العرض الأكبر معتبرين أن "الثنيان" تخطى صلاحياته، بحسب زعمهم.
وأمام تصاعد حدة الأزمة والاتهامات المتبادلة قررت وزارة الرياضة حل مجلس إدارة نادي الشباب وتكليف خليف عبدالله الهويشان بتسيير شؤون النادي.
وانعسكت تلك الأجواء الصعبة على ملعب الشباب، والذي تلقى لاعبوه هزيمة كبيرة أمام النصر أتبعوها بخسارة كبيرة أيضًا على ملعبهم أمام الخليج، ليصبح الفريق في الطريق نحو هبوط تاريخي إذا ما استمر هذا الوضع قائمًا داخل قلعة الليوث.
وتأمل جماهير الشباب في أن تنجح الإدارة المؤقتة في إبرام صفقات قوية خلال الأيام المقبلة قبل غلق باب الانتقالات المقررة له مساء 7 سبتمبر الجاري، ثم العمل على إعادة الهدوء للنادي على المستوى الإداري، ليصبح الأسبوع الحالي هو المحك بالنسبة لنادي الشباب، إما أن يستعيد استقراره أم يظل داخل نفق مظلم قد يهوي به إلى خيبة تاريخية.