قبل الإسمنت والبناء المسلح قضى رجلٌ ستيني من أهل القصيم سنيّ شبابه وحياته في بناء المنازل والمساجد من الطين، ومع تطور أساليب البناء ومواده، لم يترك المهنة بل انطلق في ترميم ما بناه هو وغيره في الزمن البعيد.
ويروي أبو حمدان حكاية عمره وكيف بدأ في البناء بتلك الطريقة التي كانت شائعة في قديم الزمن في القصيم والمناطق الأخرى، حيث كان يبدع - مع بساطة التصميم - في بناء منازل قاومت العوامل الجوية، ومنها ما زال يقف شامخا إلى اليوم.
وأوضح أنه علّم كثيرا من الشباب تلك المهنة وعرّفهم أسرارها، بعد أن أحبوها وجاؤوا إليه راغبين في التعلّم، مشيراً إلى أنه جعل نفسه جسرا يربط أبناء هذا الجيل بتراث آبائهم، حيث يعمل معه حاليا أكثر من 12 شابا.
ويعمل هؤلاء الشباب في صناعة قوالب الطين والبناء والترميم، وهو أكثر ما يقومون به هذه الأيام، حيث يعملون حاليا في ترميم مسجد بُني منذ عشرات السنين، ليعيدوا له رونقه على نفس تصميمه الذي يذكّر بتاريخ الزمن الماضي.